ولما رأى أهل الشماس في معمعة ذلك الصراع أنه يمكن لبريدة أن تهددهم لأنها بدأت تتقوى تشاوروا فيما بينهم فرأوا إنشاء مكان بديل لها يلجئون إليه والمراد بذلك يعمرونه بديلًا من الشماس، فأنشأوا الشماسية وسموها بهذا الاسم نسبة إلى بلدهم (الشماس)، أو نسبة إلى أسرتهم (آل شماس).
وقد وقع ما حذروه إذ انضمت بريدة إلى موكب الدعوة إلى تجديد الدين تحت حكم الإمام محمد بن سعود، وسكتت الشماس على مضض، ولما قدم الأعداء الذين أوعزت إليهم الدولة التركية بالقضاء على ما أسمته بالوهابية وسلحتهم، وجاءوا بريدة كان أهل الشماس ضد بريدة.
وكان آخر حركة مقاومة للشماس هي تلك التي حدثت عندما جاء سعدون بن عريعر بجيشه وحاصر بريدة وأميرها آنذاك حجيلان بن حمد من آل أبو عليان واستمر حصاره لها أكثر من أربعة أشهر عجز سعدون خلالها عن دخول بريدة وكان أهل الشماس أثناءها معه ضد أهل بريدة.
فلما رحل عنها جمع حجيلان بن حمد أهل الشماس وخاطبهم قائلا:
أنتم يا أهل الشماس من طلعت بريدة وأنتم في حلوقنا وآخرتها انضمامكم وعملكم ضدنا مع هذا المعتدي، وهذا أمر لا نقبل أن يتكرر مرة ثانية لذا لابد أن تتركوا الشماس، ولا نسمح بأن يبقى فيه أهل بيت واحد، الذي يريد أن يدخل من أهل الشماس إلى بريدة الله يحييه، وبريدة تسع الجميع والذي يريد يغرس بالخبوب فيها سعة ونحن نساعده إذا احتاج بالأرض التي يحييها ويغرسها، أما الذي يريد الذهاب إلى بني أخيه يعني أبناء عمه في الشماسية فلا عندنا مانع من ذلك.