حدثني أشياخ من أشياخنا أن أهل الشماس جلوا جماعيًا حتى كان بعضهم يأخذ أبواب بيته ينقلها وبعضهم يأخذ الخشب الجيد من سقفه.
وكان الشماس في ذلك الوقت قد تطور إلى درجة لم تصلها بريدة إلا في القوة العسكرية فهي صارت أقوى منه، ومن ذلك أنني رأيت في بقايا بلدة الشماس كسرًّا عديدة بل كانت تلالًا عديدة من الفخار الملون ولا يقال: إن ذلك منقول من مكان آخر، لأن الناس ظلوا فترة يأخذون لبنًا فخاريًا من الشماس إلى وقت أدركناه، ويستعملونه لحماية جوانب النار في الوجار، لكونه لا يضمحل كالطين المعتاد إذا أصابه شيء من القهوة الحارة أو الماء الحار الذي يغلي في صنعها.
هذا وقد انقسم أهل الشماس إلى ثلاثة أقسام، وإن لم يكن ذلك بالتساوي، أحدها: اتجه إلى الشماسية، والثاني: إلى خبوب بريدة، والثالث: إلى بريدة نفسها وبعض الأسر انقسمت إلى قسمين قسم منها دخل إلى بريدة وقسم منها ذهب إلى الشماسية، والمثال على ذلك بأسرة (السابق) فالسفير فوزان السابق دخل أجداده إلى بريدة وبعض أسرته ذهب إلى الشماسية.
وقد حدثني عبد العزيز بن صالح الحماد وهو من أفذاذ الرجال رزانة وصدقًا ومعرفة بالأمور وهو أيضًا من أهل الشماس القدماء إذ هو من أسرة الرديني من الوداعين أهل الشماس، ومن أجداده: عودة الرديني الذي هو من زعماء بريدة في وقته، ولدينا مراسلات له مع الإمام فيصل بن تركي، وتقدم ذكره في حرف الراء عند الكلام على أسرة الرديني كما سيأتي ذكره في حرف العين عند ما نتكلم على اسم العودة، أخبرني الأخ عبد العزيز الحماد بأن أسرته من الأسر التي دخلت إلى بريدة من الشماس، وذكر لي منهم عدة أسر منها أسرة (الشماسي) هذه.
كما ذكر لي أسماء الأسر التي ذهبت إلى الخُبوب مثل الصمعاني والرميان والحمود والجمعة.