للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ونذكر هنا أنه صار لبعضهم مقام ونفوذ في سوق الشيوخ يتمثل ذلك ظاهرًا فيما كتبه معن بن شناع العجلي في كتابه: (الخميسية وما حولها: حوادث وأنساب)، عن امرأة من أسرة (الشمالي) هذه، وكانت تاجرة معروفة في سوق الشيوخ، وتدعى (هيلة الشمالية) أو (بنت الشمالي)، وكانت امرأة مسنة صالحة، تتعاطى التجارة بنفسها وتعتمر العقال فوق خمارها.

وهذا ما ذكره مربوطًا بما قبله من الكلام على الشيخ عبد الله بن صالح الخميس من الخميس الذين نسبت إليهم بلدة الخميسية، قال معن العجلي:

وفي إحدى السنين انعزلت مدينة سوق الشيوخ عن البادية بسبب التُرع والمستنقعات والمياه العفنة التي خلفها الفيضان، فكان ذلك سببًا للحيلولة بين المدينة وبين القوافل القادمة إليها من البادية فتداعى بعض التجار النجديين إلى البحث عن مكان آخر موصول بالبادية لا تحول المياه بينه وبين قوافل الإبل، ولقد حدثت في الوقت نفسه نزاعات وفتن - سببها التنافس التجاري بين النجديين المهاجرين وبين الحضر، إذ كانت أكثر عشائر سوق الشيوخ مائلة إلى التعامل والبيع والشراء والقروض والاستدانة مع النجديين، وكان هذا داعيًا إلى الفرقة والتنافس بين محلة الحائر ومحلة النجادة، فوجد الشيخ عبد الله بن صالح الخميس نفسه مضطرًا إلى ارتياد مكان آخر لتخطيط مدينة أخرى على حافة المياه مربوطة بالصحراء المعالجة مشكلة التنافس التجاري والمغالبة والتزاحم في مدينة سوق الشيوخ، ولما علمت الحكومة التركية أن العشائر المحيطة بسوق الشيوخ تفضل الأخذ والعطاء التجاري وحسن المعاملة في دكاكين النجديين والاطمئنان إلى الأمانة والمعاملة الإسلامية وأن هذا الإيثار والانحياز قد أحفظ تجار السوق الآخرين وأثار المشاحنات، فلقد ارتأت الحكومة العثمانية المتسلطة يومذاك بأن تحسم هذه المنافسة وتقطع دابر