الخصام التجاري بارتياد مكان آخر خارج مدينة سوق الشيوخ ليقام فيه سوق مختص بالنجديين، ليتعاملوا مع البدو والعشائر دون منافسة فاختير الشيخ عبد الله بن صالح الخميس لهذه المهمة لما كان يتصف به من الحصافة والكياسة ورجاحة الحلم والإجماع النجديين في مدينة السوق على احترامه واعتماده والركون إليه فطلب منه القائمقام التركي أن يذهب بنفسه ويستطلع الموضع اللائق والمكان المناسب لإقامة مدينة أخرى وسوق بديل عن سوق الشيوخ التي عزلتها مياه الفيضان وحالت دون وصول البدو إليها.
فذهب ابن خميس بصلاحه واستقامة سيرته، وفي ورعه وتدينه ومعاملته الحسنة في التجارة وانطلقت معهم امرأة نجدية، وكانت تاجرة معروفة في سوق الشيوخ وتدعى هيلة الشمالية، أو بنت الشمالي، وكانت امرأة مسنة صالحة تتعاطى التجارة بنفسها وتعتمر العقال فوق خمارها ومعروفة بين أهل الخير والأجواد بإحسانها وفضلها فاختار هؤلاء الثلاثة الموقع الحالي لمدينة الخميسية، ووقف عبد الله الخميس قائلًا:
قفا هنا لنبني مدينة الخميسية وتناول قصبة فذرعها ليحدد بها مكانًا لمسجد الجامع، وكان أول عمل يعمله عبد الله الخميس بنيته السليمة، ثم أخذ يخطط معالم ويضع الصوى لتسمية محلة للنجادة وسماها محلة أهل الديرة ومحلة للبغادة ومحلة ثالثة للحضر، وكأنه يريد أن يجعل هذه المدينة مثالًا من مدينة سوق الشيوخ فلم يجعلها خاصة للنجديين وحدهم، وهكذا ولدت الخميسية عام ١٢٩٩ هـ - ١٨٨١ م، وتوفي الشيخ عبد الله بن صالح الخميس في شهر رجب من عام ١٣٢٧ هـ، لقد اختار عبد الله الخميس وفضل أن تقوم مدينته على حافة الهور فوق سهل منبسط متحدر تحت مرتفع من الأتربة وسلاسل من الكثبان والربوات يمتد على طول حافة الهور المسمى بهور السناف.