ولابد من أن يكون الذي يبني اللبن ماهرًا، يعرف موضع اللبنة الصحيح، وإلا لاختل نظام الجدار وسقط، والعادة أن يبنوا من اللبن في المرة الواحدة (سوقه) بفتح السين وإسكان الواو وهي ثلاث لبنات ثم يتركوا الجدار حتى يجف بعد ثلاثة أيام أو أكثر فيبنون عليه أخرى فوقها.
وإذا كان الجدار الذي يبني باللبن عاليا كان لابد من أن يكون (الستاد) وهو معلم البناء حاذقا يعرف كيف يزن تقله على الجدار لئلا يميل به اللبن تحته فيسقط.
ويكون قد تمرن على ذلك إلَّا أنه يحدث إذا أسن (الستاد) فإنه يكون معرضًا للسقوط، وقد حدث لبناء مشهور في وقته بجودة بناء القصور وهو عبد الله العوني والد الشاعر الكبير الشهير محمد بن عبد الله العوني الذي سقط من جدار مرتفع كان يبني فوقه ومات، وسوف يأتي ذكر ذلك في رسم (العوني) من حرف العين بإذن الله.
فبالنسبة لحمد الشميمري هذا يقولون: إنه كان يبني اللبن بيديه ورجليه، وهو لا يتأتى إلَّا إذا كان الجدار في أول بنائه قريبًا من الأرض كما هو ظاهر.
وتاريخ حمد الشميمري هذا وعنفوان جودته في البناء كان آخر القرن الثالث عشر وأول القرن الرابع عشر.
وقد رأيت اسمه مسجلًا مكتوبًا في قسمة بيت كبير كان أصله أربعة بيوت جعلها جد والدي عبد الكريم بن عبد الله بن عبود بيتا واحدا وأوقفه على أولاده وهم ثلاثة، فرأى أحفاده وهم والدي وأبناء عميه وهم ثلاثة قسمته بينهم قسمة مصالح كما أسموها لأنه كبير حتى يكون لكل منهم ثلثه بيتا مستقلًا واستفتوا في ذلك الشيخ عبد الله بن عمرو والشيخ محمد بن عبد الله بن سليم وأنهم أذنوا لهم في قسمته قسمة مصالح وقد تولى قسمته بينهم شخصان أحدهما صالح بن سليمان ولا أعرفه إلَّا أن يكون من أسرة السيف وأن يكون أخًا