للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رزق بمولود وهو آخر أولاده الذين ماتوا من زوجته الأولى وأسماه سليمان تفاءلًا أنه سيسلم من الموت واقترن اسم سليمان بكنيته رحمهما الله فكان يدعى بأبي سليمان فرح به فرحا شديدًا وكان ساعده الأيمن في التجارة ومكابدة الحياة، ومع ذلك لم يعش سليمان طويلًا، فقد أصيب بمرض لم يمهله طويلًا.

ومن القصص التي تدل على شجاعته رحمه الله أنه في إحدى رحلات العقيلات في فلسطين عام ١٩٤٣ هـ إبان الانتداب البريطاني قبل قيام دولة إسرائيل ضبط البريطانيون مع أحد الرعيان المصاحبين للشيخ محمد الشويرخ مسدسًا، وهي من عادات رجال العقيلات أنهم لا ينتقلون في رحلاتهم إلَّا بأسلحة لحماية تجارتهم ومن أمانة العقيلي أنه لم يجعل الراعي يتحمل تبعة أي أمر من الأمور، فقال محمد الشويرخ للبريطانيين إن السلاح لي ودعوا الراعي فتركوا الراعي وأخذوا الشيخ الشويرخ، فسجن في مدينة طول كرم مع الأشغال الشاقة، فكان يخرج كل صباح مع المساجين يقومون بقطع الصخور ورصف أحد شوارع المدينة حتى غروب الشمس ثم يقادون إلى السجن حتى صباح اليوم الثاني، ولم يرق هذا العمل للعقيلي الذي اعتاد على الحرية فطبيعة حياته التي تقوم على الترحال والضرب في الأرض ابتغاء فضل الله وبعد أسبوعين قرر الشيخ محمد الشويرخ الهروب، وأسر هذا الأمر إلى أحد السجناء العرب وعرض عليه الصحبة، وكان رجل يكبر الشيخ سنا فنصحه ذلك الرجل (يا بني العمر إذا انحصد ما ينبت تاني فاصبر حتى يفرجها ربك).

ولكن أنفة العقيلي أبت إلَّا الدخول في هذه الفعلة البطولية وطلب من ذلك السجين أن يكتم أمره.

وفي يوم من الأيام وعند انصراف السجناء قبيل الغروب بدأ الشيخ محمد يقوم بجمع عدد القطع والمعاول والعدد المتناثرة في أماكن بعيدة وقريبة من الأشجار وبدأ يبتعد شيئًا فشيئا والجند البريطانيون على خيل يراقبون حركة