السجناء، فلما غاب سواده عن الأنظار انطلق الحر الذي لا يقبل الظلم ولم يقف إلَّا داخل بستان أحد العربان الواقعة خارج البلدة وطلب منه ملابس فغير ملابسه وتزود بعنب طازج من تلك المزرعة وواصل مسيرته إلى عمان حتى وصل إلى سوق عمان، وهو المكان الذي يجتمع فيه العقيلات ويعتبر مركزهم التجاري ومنتداهم بالأردن.
ومن الأردن رحل إلى الشام وأمضى فيها مدة طويلة تعلم فيها فن التجارة وأسلوب التعامل التجاري ومسك الدفاتر والمحاسبة، وعمل القيود الحسابية وبالتالي أصبح يصدر البضائع من الشام إلى القصيم ثم رجع إلى بريدة.
واستطاع - بتوفيق الله - أن يكون له رأسمال يصدر به مختلف المنتجات الصناعية.
وكانت آخر رحلاته التجارية التي يسمونها الغربية في أواخر الخمسينات الهجرية، عندما رجع إلى بلاده من الشام، وذلك بعدما اشترى ثلاث شاحنات من مخلفات الجيش الفرنسي بسوريا ووضع عليها بضاعته وهي مشغولات نحاسية، اتجه قاصدًا القصيم بهذه السيارات والبضاعة وفي الطريق قابله بعض العقيلات المتجهين للشام فسألوه عن هذه السيارات وزمن ومدة القدوم من الشام فاستغربوا قصر الوقت قياسًا على الإبل، وكثرة أحمال السيارات الثلاث، وأخبروه أن الأسعار في الرياض قد زادت على مثل البضاعة التي تحملها السيارات فاتجه إلى الرياض بحملته وباع بضاعته بالرياض.
وبعد ذلك قرر أن ينقل تجارته إلى مدينة الرياض فاستأجر في البداية دارا بالمعيقلية بإيجار قدره (٤٠) ريالًا في السنة ودكانا بإيجار قدره (٢٠) ريالًا في السنة في دكاكين ابن كليب، وبدأ بعد ذلك يوسع تجارته في الرياض باستيراد السلع والمواد.