فذهبت إلى هناك وكانت السفارة معنية بهذا الأمر وقد أمرها الملك بذلك لأنه يتعلق بسمعة المملكة لدى المسلمين في أمريكا لذا أمر الملك بأن تتشاور الرابطة مع السفارة، فقابلت السفير السعودي في أمريكا آنذاك في واشنطن وأبلغ الأمر إلى القنصلية السعودية في نيويورك.
كان القنصل السعودي في نيويورك آنذاك محمد بن علي بن محمد الشويهي، وكان نائب القنصل محمد الجلاجل وكلاهما من أهل بريدة، وقد أنهيت عملي بأن فاوضت المذكورين واتفقت معهم على أشياء أهمها أن ينهوا احتلالهم للمكتب، وأن يبدعوا فعلًا جادًا جديدًا مع الرابطة.
وقد أقامت لي القنصلية السعودية حفلة غداء في أحد مطاعم نيويورك فتطرق الحديث إلى القصيم وكان مدير مكتب الرابطة آنذاك من القصيم أيضًا، وهو الدكتور فهد النصار من أهل المذنب، فذكرت لهم أبيات علي الحريِّص في الشويهي السابقة، فقال ابن جلاجل: وماذا عن الجلاجل؟
فقلت: لقد ذكرهم الشاعر ناصر أبو علوان في أبيات طريفة فيها من الغزل ما فيها من غيره، وذلك أن نساء الجلاجل من أجمل النساء في بريدة فتزوج أمير بريدة مهنا الصالح إحداهن فلما دخل عليها في المقيل وهي نومة العريس عند زوجته قبل صلاة الظهر كان عندهم خروف صغير وكان في سطح بيتهم وغرفة العروس روشن أي غرفة في الطابق الثاني وكان عليها خلاخيل وطلعت عليه فجأة فأجفل الخروف وقفز وإذا به يسقط على سوق البيع والشراء الواقع أسفل بيتهم، إلى جنوب الجامع، فقال الناس (هَبله زين بنت الجلاجل) فقال الشاعر ناصر بن علوان:
وأكبر عذرك يا خروف الجلاجل ... ماجور يوم إنك مع السطح طبيت
يا كبر عذرك يوم شفت الهوايل ... شالوك للقصاب لا حي ولا ميت
أنا أشهد أنك من عيال الحمايل ... لو أنت ما سويت هذا ترديت