للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تم السؤال عنهم في سجون المملكة فلم يعثر على أسمائهم فيها، ومن قائل لعلهم ذهبوا للكويت وقبض عليهم أو قتلوا.

وقد تم رفع برقية لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزير الدفاع بطلب طائرة هليوكبتر للبحث عنهم، وقد استجاب مشكورًا، وتم البحث عنهم في المنطقة الواقعة بين القصيم والحفر وطبرجل، فلم يعثر لهم ولا لسيارتهم على أثر.

ولما هاجم العراقيون مدينة الخفجي الحدودية، أسروا من كان فيها من أفراد الدفاع المدني، ويشاء الله أن يودعوا في سجن بغداد، فتعرف بعضهم على بعض، وكل واحد منهم أعطى رقم أهله للآخرين، واتفقوا أن من يكتب الله له نجاة أن يخبر عن وجودهم.

ولما وضعت الحرب أوزارها في ٢٦ فبراير ١٩٩١ م الموافق ١٢ شعبان عام ١٤١١ هـ وتم تبادل الأسرى بين المملكة والعراق عن طريق منظمة الصليب الأحمر الدولية، خرج المسجونون الرسميون، فبلغوا منظمة الصليب الأحمر بوجود مسجونين سعوديين مدنيين، وبلغوا السلطات السعودية عنهم أيضًا.

واتصل أحد المفرج عنهم وهو خفاف العنزي بأهل علي الشيبان، وأخبرهم بمكان وجوده، وكانت الفرحة غامرة بأنه لا يزال على قيد الحياة، ثم بعد حوالي أسبوعين تم الإفراج عنهما بعد أن قضيا سبعة أشهر في سجون العراق، ذاقا خلالها صنوف العذاب، والتضييق ظنًّا من العراقيين أنهم جواسيس.

ومما زاد الشك عندهم أنهم وجدوا مع علي بطاقة صراف البنك السعودي الأمريكي، وهم لا يتعاملون ببطاقات الصرافات حيث لم تنتشر عندهم، فقالوا: أنت جاسوس تستلم مكافأة من الحكومة الأمريكية، وعبثًا حاول إقناعهم، فشددوا عليه التعذيب حيث وضع في زنزانة منفردة لمدة شهرين