للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

جملة من تشيعوا لقليل من السنين في ذلك الزمان) وشرع الكرادي يستنهض أبا الخيل ويستجير به حتى خرج أبو الخيل من بيته يطالب محلة الحويزة، وأقارب حنظل (القاتل) بحق الجار، والحشم، ودية القتيل، وكان في أتباع أبا الخيل في ذلك الوقت رجل شجاع وجرئ هو أبو ذياب علي الصالحي الملقب بعلي أفندي الذي جعلته الحكومة التركية في سنة من السنين منصوبًا بوظيفة مهمة في قرية الطحة ليراقب العراك المسلح الحادث بين سعدون المنصور وقبيلة البدور، فاستدعاه أبو الخيل وطلب منه أن يرافقه ويكون وسيطًا في مطالبة رئيس محلة الحويزة ناصر الجوهر بإعلان العطوة لجاره الكرادي، والاستعداد لتأدية الفصل وإرضاء عائلة حمود الشريفي بكل وجه من الوجوه.

وفي أثناء توجه أبو الخيل ورُفقتَه إلى محلة الحويزة اعترضهم حنظل في الطريق، وهددهم وشتمهم، وهمَّ بقتل علي الأفندي الصالحي غير أن علي أفندي قد كان حذرًا، وعلى توقع الخطر، فعاجله بطلقة خرّ صريعًا بها فسال دمه في المكان الذي قتل فيه الشريفي قبل يوم واحد.

فماجت المدينة وارتبكت الأحوال فيها وعدت البنادق من السطوح، النجادة يرمون الحضر، والحضر يرمون النجادة بالرصاص، ولكن الرمي كله قد كان طائشًا في الهواء (١).

أقول: النجادة: هم أهل نجد، والحضر: أهل العراق، وذلك في بلدة الخميسية في جنوب العراق.


(١) الخميسية وما حولها.