أرض بالقلعة عند الباب الشامي الذي هو من أبواب المدينة الرئيسية حدثني عن أصل تملكه لها أن الأمير محمد بن سعود الكبير، خاله الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود كان قد لحقه دين بسبب تقليص عوائد الأسرة السعودية الذي كان الملك فيصل بن عبد العزيز قد أجراه فيما أجراه من علاج الاقتصاد السعودي الذي فقدت فيه العملة السعودية جزءًا من قيمتها، وارتفعت فيه أقيام العملات الأجنبية الرئيسية وكان من ذلك تقليص المخصصات المالية التي كانت تصرف لبعض الشخصيات من أفراد الأسرة المالكة وغيرها، ومن ذلك فصل بعض موظفي الحكومة الذين لا تمس الحاجة إلى وجودهم مما سمي في وقته بالتنسيق أي تنسيق الموظفين، ولم تعد المخصصات الباقية لأفراد الأسرة المالكة تكفي.
قال محمد الصانع: وكان الأمير محمد بن سعود لي صديقًا فكان يأتي إليَّ يقترض مني نقودًا، ذكر لي مرة أنه لم يكن يجد ثمن القهوة التي يحتاج إلى أن يقدمها لزواره في البيت.
قال: فكنت أقرضه إلى أن أصبح المبلغ كبيرًا في ذلك الوقت أظنه قال: إنه ٤٠٠ ألف ريال أو نحو ذلك، فقال لي الأمير محمد: يا أبوعلي: أنا والله أشكرك وبودي أني أعطيك هذا القرض ولكن ليس لدي نقود، وإنما لي أرض بالقلعة الشامية في المدينة المنورة كان الملك سعود أعطاني إياها خذها وأحسبها بقيمتها التي تسوى.
فأتى محمد الصانع إلى المدينة وقوم الأرض بما تسوى، وأبلغ الأمير محمد بن سعود الكبير بذلك فوافق على احتسابها بذلك المبلغ.
وبعد مدة حصل تطور في عقار المدينة فوكل إليه بيع بعض الباقي فباعه، وأذكر أن محمد بن حسين العرفج، وكان ساكنًا في المدينة اشترك مع غيره في شراء قطعة منها وأنه كسب من ذلك مكسبًا عظيمًا.