أما الصانع فإن حصته بقيت عنده حتى ارتفعت الأسعار أكثر وحصل منها على مكسب عظيم.
ومع ما ذكرته من ثراء محمد بن علي الصانع وأنه قال لي: إن ثروته التي حال عليها الحول في عام ١٣٩٦ هـ قد بلغت أربعمائة مليون ريال، فإنه كان في أول عمره من أوائل من سافر إلى الرياض من بريدة ابتغاء التجارة وذكر لي أنه ذهب إلى الرياض وهو لا يملك إلا مشلحًا غير جديد فاشتغل بالتجارة وبخاصة بالصرافة وشارك ابن مقيرن من تجار الرياض فنجحت تجارتهما.
وعلى ذكر بشته حدثني الأمير حسين بن عَسَّاف الحسين أمير الرس قال: عندما أراد أهل بريدة إنشاء شركة أسمنت القصيم جمعوا أهل القصيم في مجلس الأمير في بريدة برئاسة الأمير ليبلغوا أهل القصيم عن طريق أمراء القرى وكبار الشخصيات فيها بالعزم على إنشاء الشركة والإسهام فيها لمن شاء منهم.
وقد سجل الموجودون ما أرادوا تسجيله من الأسهم، وأعلن المسئول عن التسجيل أنه بقيت من المبلغ المقرر أربعة ملايين ريال ونصف لم يتقدم أحد للاكتتاب بها.
قال أمير الرس حسين العساف: فقال رجل عليه (بْشَيْت أبيض) تصغير بشت أبيض: اختموا الموضوع، وإذا كان ما لقيتوا من يأخذ هذه الملايين الأربعة والنصف، اكتبوها عليَّ وضموها إلى حصتي!
قال: فتعجب الناس من أن يستطيع أن يسهم بهذا المبلغ لأن ذلك يدل على أنه بالغ الثراء!
وتبين أن الذي عليه البشت الأبيض، وقال ذلك هو محمد بن علي الصانع.
توفي محمد بن علي الصانع يوم ٢٢ صفر ١٤٢١ هـ هجرية عن نحو ٨٥ سنة.
ونشرت جريدة الرياض الصادرة يوم الأحد ٢٤ صفر ١٤٢١ هـ نعيه في صفحة كاملة من صفحاتها.