أما الكاتب فإنه ورد إلى ذهني وأنا أقرأ كتابته التي يصح بأن توصف بأنها كتابة طالب علم بالنسبة إلى سائر الكتاب في ذلك العصر الذي هو القرن الثاني عشر وما حوله، مما جعلني أتساءل ما إذا كان الكاتب هو الشيخ القاضي الصايغ، وأما راشد الدريبي، فإن هذا الاسم مميز بحيث لا ينصرف إذا اطلق إلَّا إلى الأمير، أما إذا وجد شخص آخر اسمه (راشد الدريبي) غير الأمير فإنه الأبد من تمييز اسمه بوصف ينطبق عليه.
والمبيع أربع نخلات في ملكه أي نخيله أو قل في حائط نخله في المريدسية، شرقية نخل حمود ولم يذكر بقية اسم حمود، وشماليه: نخل آل حسين الذي اشترت هييلة من علي آل فايز.
والفايز أسرة معروفة بل مشهورة حتى الآن في المريدسية، وكان منهم أمراء للمريدسية عدة كما ستأتي الإشارة إليه في حرف الفاء بإذن الله.
ثم وصفت الوثيقة أربع النخلات بأنها شقر معروفات أي للبائعين ومن حولهم بشرقي نصيبه أي نصيب مبارك العجلان من ملك أبيه حسين موالي نخل حمود، أي يقعن ي موالاة، والمراد بجانب نخل آل حمود في الربعة الشرقية.
والثمن للنخل جميعها ستة عشر (زر) والزر نقد ذهبي كانوا يتعاملون به في ذلك الوقت وكلمة (زر) فارسية تعني الذهب وذلك أن الزر نقد ذهبي.
والشهود على ذلك جماعة من المسلمين منهم عبد الرحمن اليحيى وحماد بن علي، والكاتب هو الذي ذكر لنا القدماء من المشايخ وطلبة العلم أنهم يعرفونه بأنه شيخ وقاض تولى القضاء في القصيم قبل ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وتوطد الدولة السعودية الأولى.
ويقولون: إنه هو القاضي المعروف في بريدة قبل عهد القاضي عبد العزيز بن سويلم، بل قيل لي: إنه كان قاضي القصيم في ذلك التاريخ، والله أعلم.