ومن أخبار رجل من أسرة الصبيحي ما ذكره الأستاذ ناصر العمري بقوله:
سليمان العبد الله الصبيحي وأخوه محمد من أهالي مدينة بريدة يعملان في تجارة الماشية في بريدة وفي الشام والعراق ومصر، حدثني عنهما إبراهيم بن سمحان قال: وصل الإخوان إلى الشام وباعا واشتريا في دمشق في تجارة الإبل فربحا واتفق الأخوان على بقاء سليمان في دمشق للتجارة وسافر محمد إلى العراق للتجارة!
وقد توسع سليمان في البيع والشراء بالإبل في دمشق فخسر ما قد ربحه وخسر فوق ربحه رأس ماله فلحق بأخيه في العراق فوجده على حال لينة في وضعه المالي لم يربح شيئًا من المال بل خسر هو الآخر ما معه من المال كأنما اتفقت الظروف الاقتصادية في توزيع الخسارة بينهما! وهما رجلان تعودا على المال والربح في المال والرجولة يأنفان من الفقر وإظهار العوز للناس!
فاتفقا على الخروج من العراق إلى بريدة على أقدامهما فأخذا طعامًا وماءً وحملاه وخرجا متجهين إلى بريدة! وأين منهما بريدة؟
إنها بعيدة على رجلين يسيران على أقدامهما، إنهما على ما يبدو راغبان في إخفاء خسارتهما، وسار سليمان ومحمد العبد الله الصبيحي في الطريق وخرجا من العراق ودخلا في الأراضي السعودية وقد تعبت أقدامهما من السير وهما في أطراف الجزيرة العربية وكادت أقدامهما أن تتيبس من تعب المشي فلمحا راكبًا يركب ناقة، إنه رجل عربي من الجزيرة العربية من نجد! فتمني الصغير لأخيه الكبير هذه الناقة! قال محمد لأخيه سليمان انظر هذه الناقة إنها ناقة طيبة ليتك يا أخي تركبها!
أمنية بعيدة التحقيق في دنيا الأماني والأحلام ولكنها عزائم الرجال واحتمال الرجال للشدة ووفاء الرجال للرجال!