للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لقد أخذ التعب منهما كل مأخذ فتمنى الصغير لأخيه الكبير ناقة يركبها ليرتاح من تعب السير على القدمين!

ولمح راكب الناقة الرجلين فعرفهما ولكنه احتار في أمرهما! هل نهبا في الطريق فأخذ ما معهما من مال ومركوب؟ وأخذ يضرب أخماسًا في أسداس في معرفة حالهما ولكن قرر في نفسه ألا يسألهما عن حالهما ووصل إليهما ولم يعرفهما بنفسه فقد أظهر لهما أنه لا يعرفهما ظنًّا منه أنهما يرغبان في جهل أمرهما وأناخ راحلته ورمي زمام الراحلة على أحدهما وترك ما عليها لهما، وقال دونك المطية اركبها! وترك الناقة وما عليها من طعام ومتاع وسلاح ولم يلتفت وانصرف وهو راجل فلحق به سليمان وقال له: من أنت وما قصتك فقال: المطية لكم وسوف تعرفني في غير هذا الوقت! أهلي قدامكم قولوا لهم صاحب المطية أعطانا المطية ولا عليكم خوف.

ركب الأخوان المطية واتجه سليمان ومحمد وجهتهما وبعد يومين وصلا إلى قبيلة صاحبها فتجمع أهل صاحب المطية حول الرجلين وحول المطية وبسؤالهما عن صاحب المطية وعن اسم الراكبين عرفوهما وعرفوا أمر المطية وصاحبها.

إنه الوفاء فسلموا على الرجلين واطمأنوا إليهما وعرفوهما بصاحب المطية إنه راعي إبلهما في وقت من الماضي لكنه رجل وفيٌّ لقد أدرك بقوة ملاحظته وضعهما ولم يرغب في إحراجهما بسؤالهما عن حالهما، إن الراكبين سليمان ومحمد العبد الله الصبيحي يعرفهما كل أفراد القبيلة بالذكر الحسن! إنها الرجولة! أجل إنها شيمة البدوي ووفاء العربي.

وتجمع حولهما رجال القبيلة واحتفوا بهما ولاحظوا عليهما أثر السفر راجلين فأكرموهما وقدموا لهما أطيب الطعام وأكدوا عليهما رغبتهم في البقاء حتى يستريحا في القبيلة.