شيخ كبير السن سمع بقدوم سليمان ومحمد العبد الله الصبيحي على قبيلته لكنه كھهل عاجز لا يستطيع السير إليهما فبعث حفيدًا له لينادي له سليمان الصبيحي فوقف الصبي أمام سليمان الصبيحي وقال له: جدي ينادينك فنهض سليمان إلى جد الطفل ووصل إليه وسلم عليه فقال الكهل: قرب يا سليمان أريد أحبك!
فقرب منه فقال له أنت سليمان العبد الله الصبيحي؟ قال نعم! قال عندي لك مال؟ قال سليمان وما هو هذا المال؟ قال الكهل سبعون من الإبل كبارًا وصغارًا! قال سليمان الصبيحي أنا لا أعرف لي عندك مال من الإبل! قال البدوي جئت إلينا اليوم الفلاني من السنة الفلانية والشهر الفلاني فانكسرت لك ناقة وتركتها عندنا، وقد بعتها ونميت ثمنها حتى وصلت إلى ما تراه من الإبل، وهذه إبلك حلال لك فخذها.
فضحك الصبيحي ورفض أن يأخذها فألح عليه البدوي بأخذ ماله الإبل السبعين وبإلحاح من البدوي وتمنع من الحضري الصبيحي قام الصبيحي وعزل من الإبل أربع عشرة ناقة من كبار السن التي لا تصلح للبدوي، وإنما تصلح للجزار، وقال: يا أخي سوف أخذ ما يصلح لي، وأترك ما يصلح لك، ونفسي سامحة سوف أقسم الإبل بيني وبينك فاعترض البدوي، وقال الإبل كلها لك كنا نشرب ألبانها ونأخذ أوبارها وننتفع بركوبها وهي حلالك وما استفدناه منها يكفينا.
فضحك الصبيحي وقال: يا عم قسمتها وعزلت نصيبي منها وأشار إلى من عنده من أقارب وجيران البدوي إلى أن هذه مال الكهل وهذه ما لي!
وأخذ الصبيحي أربع عشرة ناقة وترك أكثر من خمسين بعيرًا للبدوي وترك سليمان ومحمد الصبيحي مطية المسافر عند أهله وودع سليمان ومحمد الصبيحي البدو الكرام الأوفياء وركبا ناقتين من الإبل التي أخذها سليمان من البدوي الأمين!
إنه فرج الله بعد الشدة وإنه الوفاء والكرم وإنه الصبر واحتمال الشدة والأمانة عند البدوي والحضري من سكان الجزيرة العربية.