وعندما فتحتُ المعهد العلمي في بريدة عام ١٣٧٣ هـ. ورأيت إدخال كل من يرغب في دخوله من طلبة العلم الكبار في السن في السنة الأولى الثانوية منه - وكانت لدينا سنتان (تمهيدية) لمن هم أقل معرفة، كان الشيخ علي بن حمد الصقري أحد الطلبة الكبار الذين التحقوا به، وقد كنت رغبتهم في الدراسة فيه وسهلت لهم الدخول في المعهد، وأوصيت المدرسين المصريين الذين كانوا يقومون بالتدريس فيه بالرفق بهؤلاء الطلبة الكبار الذين يصح أن يسموا بالطلبة المشايخ، وكان لدينا خمسة من المدرسين المصريين هم الشيخ عبد الرزاق عفيفي الذي كان حضوره للتدريس في المعهد مؤقتًا وبقية المدرسين كان حضورهم دائما وهم الشيخ علي بن محمد شباط وعلي غازي ورمضان أبو العز، وعبد الحكيم سرور والتحق بهم بعد ذلك اثنان.
وذلك لكيلا ينفروا هؤلاء الطلبة الكبار الذين كنت أرى أنهم هم عماد طلبة العلم وهم الذين سوف يتخرجون قبل غيرهم فيه، وفي كلية الشريعة في الرياض حيث ينتفع بهم بعد تخرجهم في وظائف القضاء والتدريس وغيرها.
ومن بين ما كنا حرصنا عليه أن يسمي المدرسون علم (الجغرافيا) علم تقويم البلدان وإن يبتعد المدرسون عن كل ما لا يعرفونه من أمور البحث العلمي فلا تخرج منهم كلمة لا تتناسب مع مفهوم العقيدة السلفية، وذلك لكون الطلبة هم في الحقيقة طلاب علم بعضهم وربما كان أكثرهم بمنزلة الأساتذة، في معرفة المسائل المتعلقة بالعقيدة والتوحيد.
وقد اجتمع لهؤلاء الطلبة الكبار الدراسة في المعهد عند أهلهم وذويهم وكون مدير المعهد وهو كاتب هذه السطور منهم، بل كنت من أصغرهم سنًّا رغم كوني مدير المعهد، وإلى ذلك كنا نصرف لهم مكافأة كانت مهمة في ذلك الوقت وهي ٢٣٠ ريالًا سعوديًا في الشهر وهي مبلغ مجز وله أهميته في ذلك