وجاء في ذهني أن ألحقه بالقسم التمهيدي الذي هو سنتان تعادل الأولى منهما الخامسة الابتدائية والثانية السادسة، وهي أي السادسة آخر المرحلة الابتدائية، من نجح فيها من طلبتنا الحقناه بالقسم الثانوي.
فقلت له: أنت تعرف - يا وليدي - إنك إذا دخلت في القسم التمهيدي تخسر نصف دخلك، لأن راتب الفراش ضعف راتب الطالب في القسم التمهيدي الذي لا يزيد راتبه على سبعين ريالًا؟
فقال: ولو، أبي من فضلك وإحسانك إنك تخليني أدرس.
كان يقول ذلك بتصميم وإصرار مما جعلني أقول له: إن همتك عالية - يا حمد - ولذلك سوف أدخلك في المعهد.
ثم ناديت المراقبين في المعهد آنذاك وهما الشيخ علي بن عبد العزيز العجاجي والأستاذ صالح بن إبراهيم السيف وقلت: قيدوا (حمد) ضمن طلاب القسم التمهيدي في السنة الأولى منه، وكان ذلك في عام ١٣٧٤ هـ.
لم يكن حمد آنذاك أميا لا يحسن القراءة والكتابة ولكنه كان يعرف شيئًا من ذك ولديه الإصرار على التعلم.
فوجئ الرجلان، ونفذا ذلك وصار حمد العلي الصقري يحضر إلى المعهد معه حقيبة المقررات المدرسية التي كانت عامرة بالأوراق.
والطريف في الأمر أنه صار هو ووالده الشيخ علي الحمد الصقري يدرسان معًا في المعهد إلَّا أن الابن كان يدرس في القسم التمهيدي والأب يدرس في القسم الثانوي.
واصل حمد بن علي الصقري تعلمه في القسم التمهيدي في المعهد ونجح إلى المعهد الثانوي فدخله وواصل دراسته فيه حتى نجح منه فانتقل إلى كلية