العلم الذين كانوا متفرغين، إذ لا عمل له فقدم إليَّ حمد العلي الصقري فعينته فراشًا حتى قبل افتتاح المعهد بشهور، وقبل اعتماد ميزانيته، ثم صرفت له كل ما كان استحقه من معاش بعد ذلك.
كان معاش الفراش أي راتبه ضئيلًا فهو نحو ١٥٠ ريالًا ولا غرو في ذلك فالمدرس السعودي عندنا كان راتبه خمسمائة ريال، والراتب الكبير في المعهد كان من نصيبي حسب الميزانية الموضوعة له، فكان راتبي ألف ريال عدا العلاوة، والعلاوة هي علاوة الغلاء التي لم نكن نعرفها ولم نكن نعرف أن الغلاء له علاوة، ولا أن الدولة ملزمة لكي تنظر في ذلك، ولكن هذا المصطلح ورد إلى نجد من الحجاز الذي كانت فيه الوظائف والتوظيف سابقة على نجد.
وقد أصبحت تلك العلاوة جزءًا من الرواتب بعد ذلك، وقدرها ٢٥ % من الراتب.
وقد استمر - الشيخ حمد العلي الصقري فراشًا في المعهد شهورًا، وكان مجتهدا في ذلك، مغبوطًا عليه من كثير من الناس العاطلين عن العمل.
وقد فوجئت به مرة يدخل عليَّ الإدارة ويقول: أنا ما أبي وظيفة (فراش)! ! !
فسألته: ماذا تريد؟
فقال: أبي أدرس في المعهد!
لم تكن لديه حتى شهادة الأولى الابتدائية، ولكن والده كان من طلبة العلم، وكان أحد طلاب معهدنا كما قدمت.