للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأسرة أو غيرها، لأنه الذي يخشى عليه من الفوات والنسيان، وقد شاهدت بعضه نسي، وعفا عليه الزمن وبعضه دخله الاختلاط وإن كان لا يزال يصارع في البقاء في ذاكرة الشيوخ وكبار السن.

وكان الأسرة الصقعبي منذ عهد بعيد وظيفتان مهمتان في بريدة إحداهما: حمل بيرق أهل بريدة في الغزو وهو العلم، والثانية: تولي بيت المال.

أما الأول فهو معروف عند الجيل الذي قبل جيلنا عندما كانت الحروب تستعر، ولابد من شخص شجاع يحمل علم القوم المحاربين لأن انتكاس العلم علامة على الهزيمة في الحرب.

وأما (بيت المال) فقد سجل التاريخ واقعة من ذلك في ذكر مقتل الأمير عبد العزيز بن محمد آل أبو عليان في نفود الشقيقة غرب عنيزة وكان أمير القصيم لسنوات عديدة وتقدم ذكره في أسرة (آل أبو عليان) في حرف الألف.

ذكر الإخباريون الذين حدثونا أن رجال الأمير عبد الله بن فيصل بن تركي عندما لحقوا بعبد العزيز بن محمد وأولاده كان معه سليمان بن حمد الصقعبي على بعير محمل بالنقود الفضية والذهبية، كان الأمير عبد العزيز المحمد أخذها معه وهو ذاهب إلى مكة المكرمة تاركا إمارة القصيم.

قالوا: فكان رجال عبد الله بن فيصل عندما قتلوا الأمير عبد العزيز بن محمد وعددا من أبنائه معه أرادوا قتل الصقعبي ولم يكونوا يعرفون أنه يحمل على بعيره نقودًا كثيرة فكان إذا قربوا منه رمي بعدد من الريالات الفضية إليهم فسقطت الريالات في رمل الشقيقة، وهي ثقيلة وغاصت فيه فصاروا يبحثون عنها بينما هو يهرب بذلوله فإذا جمعوها بعد البحث تبعوه فرماهم ببندقه حتى إذا كادوا يصلون إليه لأنهم عدد من الرجال وهو واحد رمي بريالات في الرمل جهتهم فانشغلوا بها حتى فاتهم.