جاء إلى صديقه حمد وأخبره بورطته ويريد منه المساعدة في الخروج من هذه الورطة، فضحك حمده ضحكًا عاليًا وقال له: الأمر بسيط، وبسيط جدًّا وسوف أخلصك وأخرجك منها بسلام، بشرط، قال صديقه وما هو شرطك؟ قال: شرطي أن تعشيني الليلة، وسوف أخلصك.
وعندما حل الليل وتعشيا معًا قال: حمده لصديقه لا تفتح دكانك غدًا ولا تظهر لأحد، اجلس في بيتك قال: صديقه إن شاء الله سوف أنفذ أمرك ولن افتح دكاني وسوف أجلس في بيتي يومي كله.
فلما أصبح الصباح ذهب حمده إلى دكان صديقه وجلس في عتبته وما هي إلَّا دقائق حتى جاء صاحب البندقية على الموعد فوجد الدكان مغلقًا فجلس إلى جوار حمده ينتظر صاحب الدكان.
طال الانتظار، سأل الرجل حمده هل يتأخر صاحب الدكان عن فتح دكانه؟ التفت إليه حمده وقال له: ما تريد منه؟
قال: عنده لي بندقية يصلحها، نظر إليه حمده وهو مرتبك وقال له: أنت صاحب البندقية؟ قال: نعم قال إن صاحب الدكان في السجن، كان يصلح بندقية فثارت (انطلقت) طلقة وقتلت رجلًا مارًّا بالشارع لأنه لا يعلم الحداد أن بالبندقية فشكه (طلقة) فسجن وهم الآن يبحثون عن صاحب البندقية، فإن كنت أنت صاحبها فاهرب قبل أن يقبضوا عليك فالتفت الرجل يمينًا وشمالًا لئلا يراه أحد ثم هرب وهو يسترجع لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
فجاء حمده إلى صديقه في بيته وقال له، افتح دكانك غدًا وسوف لن ترى صاحب البندقية أبدًا.