كنت مرة أريد الذهاب إلى ولاية كشمير من أجل النظر في مساعدة المسلمين هناك، ويعلم الجميع أن الحكومة الهندية لديها حساسية عظيمة، بل تعصب ظاهر فيما يتعلق بعلاقات الكشميريين بالأجانب، وكنا أخبرناه عن طريق وزارة الخارجية بذلك وأنني سوف أصل إلى الهند، فكتب إليَّ برقية يقول فيها: أرجو أن تخبرني بموعد قدومك إلى دلهي حتى نكون في استقبالك.
ولكنني أعرف من أمر الهند وكشمير ما جعلني لا أخبره بقدومي المسبق، وإنما لبست ملابس من ملابس المسلمين في الهند وركبت الطائرة من دلهي إلى (سرنقر) عاصمة كشمير، ولم يتعرف عليَّ أحد من موظفي الحكومة في المطارين.
وعملت مع الجماعة الإسلامية هناك ومع جمعية أهل الحديث الكشميريين وأعطيتهم مساعدات مالية كنت أحملها للمدارس وعمارة المساجد، وكتبت ما أردت من تقرير ثم عدت إلى دلهي وذهبت إليه في السفارة، فلما رآني قال لي: لماذا لم تبرق إلى السفارة حتى نستقبلك في المطار؟
فقلت له: لقد وصلت إلى دلهي وانتهت مهمتي في كشمير ولم يشعر أحد من الرسميين بوجودي، فأعجبه ذلك، وصار يقول لي بغاية الامتنان: إذًا أنت أنهيت مهمتك؟ قلت: نعم، قال: هذا يريحنا أراحك الله.
ثم صار يحدث بذلك كبار الموظفين في السفارة في دلهي وكذلك رؤساء الهيئات الإسلامية هناك أخبرني أكثر من واحد به.
ومنهم محمد بن عبد الله الصقير، نائب الرئيس والعضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية.
ومنهم عبد العزيز بن عبد الله الصقير كان فريد وقته في حفظ أخبار الأسر، وأحوال رجال القصيم وماجريات البلاد، وكان كثير من الناس