ومضت الأيام والشهور ومضى عام وآخر وقدم الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود ولي عهد المملكة العربية السعودية إلى بغداد في عهد الملك فيصل بن غازي ملك العراق، وجلس ولي العهد السعودي يستقبل المسلمين عليه في بغداد فرأى السفير السعودي أن يقوم عبد العزيز بن صقير بتقديم المسلمين عليه لولي العهد لأنه هو المتخصص في معرفة الناس وجاء دور ذلك الذي هدد ابن صقير ليسلم على الأمير سعود وهو رجل من شمر يقال له الصديد فقدمه ابن صقير بقوله هذا رئيس آل فلان من شمر وهو رجل من كبار قومه فعجب الصديد من احترام ابن صقير له، وكان يظن به الظن السيء وأسقط في يده، وكان ولي عهد العراق عبد الإله بن علي يقف بجوار ولي عهد السعودية فقال الصديد: يا أمير سعود أريد منك أن تصلح بيني وبين ابن صقير، فقال الأمير سعود بن عبد العزيز: ابن صقير هذا؟ قال: نعم، بيني وبينه وقفة نفس، فضحك ولي العهد، وقال: يا الصديد لو تعرف ما يكتب عنك ابن صقير لنا ما غضبت منه، عبد العزيز بن صقير ما يكتب عنك إلا العلم الطيب فكن مطمئنًا ولا تظن السوء بابن صقير، أزل ما في نفسك عنه فليس في نفسه منك ما يوجب الغضب بينكما والمقاطعة.
فقام الصديد وقبَّل رأس ابن صقير واعتذر إليه مما بدر منه وأدرك أن ظنه كاذب.
عبد العزيز بن عبد الله بن صقير توفي في لبنان ودفن في الرياض ولم يخلف ذرية، وكان قد نصح. والده بأن يتزوج من عائلة الربدي في بريدة ليكون له إخوان منها يعوضونه عن الذرية فتحقق أمله، وكان له إخوان تعلموا ووصلوا إلى مراكز كبيرة حكومية وأمهم بنت الربدي (١).