للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رائحة كريهة جدًّا، فإذا وضعناها على جرحك فإن الديدان التي في الساق سوف تشم الرائحة النتنة الصادرة من القانصة التي هي أقوى نتنًا من الجرح وسوف تتجه إلى القانصة بدلًا من بقائها في الساق وعندها يمكن التئام الجرح.

جاءني في أحد الأيام رجل صحته جيدة، قوي الجسم والبنية، وكان لا يستطيع رفع يده إلى أعلى من مستوى كتفه مع وجود آلام، وقال: عالجني، وبعد فحصه قلت له: نكويك مع الرأس، فثار وغضب غضبًا شديدًا، وقال: مشكلتي في يدي وتقول نكوي رأسك! أنت ما تفهم أي شيء، ثم خرج من عندي، ولحقته عند الباب وقلت له: طال الزمان أو قصر، علاجك مثل ما قلت لك، وهذه براءة الذمتي، فانصرف، وبعد مدة طرق عليّ الباب، فلما فتحت له إذا بصاحبي يسلم علي، ويعتذر مني عما سلف، ويطلب مني معالجته، وفعلًا كويته وشفاه الله.

وما يروى عنه أنه جاء إليه، في دكانه بالرياض، رجل سلَّم عليه، وقال ............ سعود إلى جدة، لمعالجة مريض هناك، فترك دكانه مفتوحًا، وكلَّف جاره بإغلاقه، وتسليم المفاتيح إلى ولده في البيت، وسافر، ووقف على علة المريض، وكان يحتاج إلى كي، وقام بكيه، وشفي المريض، وعلم الملك بشفاء المريض، فأعطى الطبيب الصمعاني مائتي جنية ذهبًا فاعتذر عن عدم أخذها، وشكر الملك وقال: إنه يعيش من تجارته، وأنه لا يأخذ أجرًا على العلاج، فأكبر الملك سعود روح الرجل، وطيب نفسه، وأمر بترحيله إلى أهله بالرياض مكرمًا معززًا.

وقد تعلم الصمعاني هذه المهنة بالوراثة، والفراسة، والممارسة الذاتية، ويقدر الشيخ الصمعاني المستشفيات ولا يقلل من دور الطب الحديث بأي حال من الأحوال، بل على العكس، ينصح المريض بمراجعة المستشفى، واستكمال