للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هو عبد الكريم بن محمد بن عبد الله الصمعاني كان رجلًا تقيًا زاهدًا ورعًا شديد التدقيق على نفسه والتحري للقمة الحلال ولهذا فإنه عندما رأي - رحمه الله - أن الورع قد ضعف وأن الحذر من المشتبهات واتقاءها قد قلَّ أخذ على نفسه ألَّا يأكل إلا من نخلة أو شجرة غرسها بيده أو عند من يعرفه بالورع ويثق بتحريه للحلال.

ومن الرجال الذين كان يأكل طعامهم ولا يجد في نفسه حرجًا من ذلك - كما يقول ابنه عبد الله - صديقه سليمان بن عبد الله البسام في عنيزة وعبد الله بن مقبل المقبل، وذلك لثقته بطيب مطعمهما ونقاء مكسبهما.

ووافق أنه قام في أحد الأيام بزيارة لمحمد بن صالح الحمود في اللسيب، وكان محمد يُجله فقدم له قنوا من التمر من نوع أم الخشب ليأكل منه فامتنع فغضب محمد وأنفلت منه قوله: والله لتأكل حيًّا أو ميتًا، ثم عقَب بقوله: هذا تمر من نخلة غرستها بيدي، فضحك عبد الكريم وقال أكلها حيًّا فكيف آكلها ميتًا.

وكان رحمه الله حريصًا على الخير والإحسان وبذل المعروف، حريصًا على إخفاء عمله، يقول ابنه سليمان رحمه الله، كان أهلنا في النقرة في زمن الجوع والمساغب يضعون التمر في مطابق ثم يدخلونها سرا في بيوت الفقراء والمعوزين.

وأول من يعني بذلك والده عبد الكريم.

ولتقواه وطيب مطعمه كان الناس يقصدونه للرقية ويجدون لرقيته أثرًا طيبًا ونفعًا كبيرًا، وهاك أخي القاريء نماذج من الحالات التي قرأ عليها كما رواها ابناه سليمان وعبد الله وغيرهما:

أم أيتام تعمل بيدها وكانت جادة وناجحة فأصيبت يدها فتورمت وآلمتها كثيرًا ولم تعرف لذلك سببًا ظاهرا فغلب على ظنها أو جزمت أنها أصيبت بعين.

وخصوصًا أنها لفتت أنظار الناس بحسن عملها ونجاحها والذي كان