سببًا في تحصيلها الرزق الوافي في وقت جوع ومسغبة، وأنها أيضًا استعملت العلاج فلم يجد نفعًا.
فذهب بها أهلها إلى الشيخ إبراهيم الجاسر ليرقيها وهو رجل معروف بالعلم والزهد والتقى فلما وصلوا إليه وطلبوا منه القراءة عليها اعتذر عن ذلك وأوصاهم بالذهاب بها إلى عبد الكريم الصمعاني وأثنى عليه خيرًا.
فانطلقوا بها إلى عبد الكريم في نقرة الصمعاني، وطلبوا منه القراءة عليها وذكروا له أن لها أسبوعًا لم تنم، فشرع بالقراءة عليها فنزل عليها النوم وهو يقرأ فلما فرغ من القراءة رجعوا بها، فلما وصلوا بها إلى بيتها نامت طويلًا ثم استيقظت وإذا بجرحها قد ساح صديده وزال عنه الألم، فشفيت بإذن الله ورجعت لها عافيتها.
اشترى رجل من عائلة الشماسي ناقة جيدة وأخذ يسني عليها فمر بها بعض الناس وهي في المسنى فألقى أحدهم كلمة إعجاب أو تشبيه ومضى، فأصيبت الناقة بعد ذلك بالهيجان وما يشبه الجنون، وهو ما يعرف عندهم بالخرش، حتى إنهم ليعقلون يدها ورجليها فتقطع الحبال أو تنفك من الرباط، فذهب الشماسي إلى عبد الكريم الصمعاني ليقرأ لها على شيء أو يقرأ عليها فلبَّى عبد الكريم الطلب فقرأ على كسرة من الطين وأعطاه إياها وقال له ضعها في ماء وأسقها منه ورش منه عليها وعلى مسناها، قال الشماسي ففعلت فهدأت وعادت إلى ما كانت عليه وبدأنا نسني عليها.
جاء ذكر عبد الكريم بن محمد الصمعاني هذا في وثيقة مبايعة بينه - بصفته وكيلًا لعمته لطيفة العقيل، على بيع صيبتها بمعنى نصيبها في ملك الرميان، وبين عبد العزيز الرميان صيبة عمته المذكورة من أمها طرفة الرميان في ملك الرميان المعروف باللسيب.
والثمن ثلاثة عشر، ولم تذكر الوثيقة نوع العملة، والأغلب أنها الريال فيكون الثمن ثلاثة عشر ريالًا فرانسه.