أولها: قوله أدخله الله الجنة على ما كان من العمل، فإن كان قصد من العبارة الإخبار والتقرير فذلك غير صحيح، وربما كان يرويه حديثًا بأن من شهد أن لا إله إلا الله الخ أدخله الله الجنة على ما كان منه من العمل فظن أنه جزء من الشهادة أو من العبارة.
وإن كان قصد بذلك الدعاء للموصي بأن يدخله الله الجنة، على ما كان من عمله، وأنه أخرج الجملة مخرج الجملة الإنشائية وهي دعائية فهذا له وجه.
ثانيها: أنه حدد النخلات المذكورة في الوصية ولكنه لم يحدد مكان الملك وهو حائط النخل، ولم يحدد موقعه من البلد، بمعنى أنه لم يذكر في أي بلد هو ولولا أننا نعرف أن (الصنات) من أهل (خب الشماس) الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة بريدة القديمة لما عرفنا القرية أو الحب الذي فيه ذلك الملك والموقوف فيه من النخل.
ثالثها: قوله: شقراء الخارة يريد بها النخلة الشقراء التي تقع على المكان الذي فيه فتحة الماء الذي يخرج من البركة وهي الجابية التي يجمع فيها الماء ثم يفجر ليذهب إلى النخل، أما (القطارة) فإنها كانت معروفة معرفة تامة لجيلنا نحن، وهي نخلة ذات دبس كثير، ولذلك أسموها القطارة حتى كان دبسها يتسرب على كربها فينزلق من يصعد إلى النخلة إذا أراد خرفها، ولا تخرف إلا في وقت الصبح حين يكون الجو باردًا، وإلا فإنها تتفجر رطبهًا بالدبس، ولا يصلح أن تخرف إلَّا بإناء معدني فلا تخرف بمخرف وهو المحفر أو الزبيل لأن دبسها كثير يتسرب منه، وقد هجرت القطارة الآن، لأنها حارة في بطن من يأكلها وليست لذيذة لذة الكويرية ثم البرحية والسكرية.
رابعها: قوله: وكلهن ما يخلف عنهن الماء، فهو يريد بذلك ألَّا يحرف