للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

القهوة والعشاء كما جرت العادة، وكان ذلك في وقت مساغب قد يظل فيها الجمال مدة لم يذق طعامًا مطبوخًا ولا قهوة بسبب الفقر وقلة ذات اليد.

وعندما فرغ من إدخال الحطب وكان من الخشب الجزل أرسلت امرأة الرجل إليه النقود مع ولدها فسأل عن الرجل؟ فقالت: إنه ليس موجودًا في البيت، فغضب الجمال ورد النقود.

وقال للمرأة: والله يا ها الرجَّال اللي طلع وخلاني بلا قهوة وعشا إنه ما يستحق ها الحطب الزين.

وبدأ ثانية يحمل الحطب على بعيره ثم أثاره حاملًا جميع الحطب، فصادفه حمد الصوياني ورأى حطبه جز فاشتراه منه.

ثم ساعده على إدخاله وأدخله إلى محل القهوة وصنع فنجانًا ممتازًا مليئًا بالهيل.

ثم تعشى هو والجمال على عشاء له كانت قد صنعته امرأته له فيه إدام جيد، وكان الصوياني أثناء ذلك يحدثه حديث الرجال ويلاطفه.

فلما فرغ من ذلك وأراد الخروج أراد الصوياني إعطاءه ثمن الحطب فامتنع الجمال، وحلف ألا يأخذ شيئًا، قائلًا: انت يا عم تستاهل هالحطب الجيد بلا فلوس، إعجابا منه به.

قالوا: فواعده الصوياني على أن يحضر له حطبًا آخر ثم أعطاه بعد ذلك قيمة حملي الحطب الأول والأخر.

وقد ذكر حمد بن فهد الصقعبي في منظومته (العروس) التي عرض عليها بأن يزوجها من جماعة من الناس كل واحد ترفضه وتذكر فيه عيبًا إلَّا (الصوياني) فإنها رفضته لا لعيب فيه نفسه، فليس فيه ما يقال فيه: لولا، ولكنها رفضته، لأن أمه موجودة، وهي تريد زوجا ليس له أم حية قد تضايقها.