ما قيمة البيت قد شيدت جوانبهُ ... في بهوه بضّة للحُسن بستانُ
قد طرزته يد الفنان في نَسَقٍ ... يزينه منظرٌ زاهٍ وبُنيانُ
أتت اليه يد نكراء مخرِّبة ... فأفسدت ما بنى للمجد فَنَّانُ
فأفزعت أهلهُ، ومن يجاورهم ... وصار مسكنهم للحزن إسكانُ
حكمٌ يدين، بأمر الله منتصرٌ ... أن ساد شرعٌ فلن يرتاع وجدانُ
إذا اقيمت على الأخلاق مملكة ... وسادها العدل، لن يرتاب سكانُ
والفهد يُرسي على صخر قواعدَهُ ... ورهطه الأقويا للفهد أعوانُ
أمانة الأمن من يقوي تحمُّلها ... إلَّا بتضحية يعلو بها الشَّانُ
وللبلاد امانات منزَّهة ... قد خاف من حملها طودٌ ووديانُ
قالوا: لها (نائفٌ) أكرم بنائفها ... ذو هيبة وله في الحق سلطانُ
جمُّ القضايا أمور قد احاط بها ... وكل أمر له في الرأي أوزانُ
ومفسد الأمن أسيافٌ تعاتبهُ ... أو يسكن الدار تسليم وإذعانُ
لين يكون بلا ضَعف يضرُّبه ... حزم ولا عنف، إنَّ العنف فتَّانُ
لا تقلقوا إخوتي، إنَّ الأمير على ... مصائر الأهل والإخوان حنَّانُ
كم من دموع أحالها إلى فرَح ... فضلٌ (الأمير) فزالت ثمَّ أحزانُ
كم أسرة عانت البأساء فانفرجت ... على يديه، وحلَّ الدار إحسانُ
كم عاثر قد أقال الشَّهم عَثرَتَهُ ... شكا الجفاف وأمسى وهو رَيَّانُ
كم مُذنب قد رَبَت يومًا جرائمهُ ... يحاسب النفس سرًّا وهو خَجْلانُ
فهذب الشهم من غلواء سطوته ... فعاد يدعُو له أهلٌ وجيرانُ
وكم شهيد غدا سعيًا لواجبه ... فاغتالهُ مجرمٌ أغراه طغيانُ
فكفكف الدمع من أحداق أسْرته ... ثم احتوت بعده الأيتام أحضانُ
وكم رهين، لدى السَّجَّان موئلُهُ ... قد زاد في عَزله سُورٌ وقضبانُ
أتى ذووهُ إلى دار الأمير وقد ... ضاقوا بما حملوا شيبٌ وشبَّانُ
واستقبل القوم، وارتضى شفاعَتهمْ ... إنَّ الأمير لدى الزلَّات إنسانُ
نزاهة العرض والكفَّين أحرزها ... وفعله في سبيل الخير ألوانُ