وقال أيضًا:
زيارة ميمونة وعود حميد
الأفق في الشرق بالأضواء يزدانُ ... والنور في الكون ألوانٌ فألوانُ
في كل صبح شعاع الشمس منتشر ... وفاض بالنور كثبانٌ وشطانُ
إشراقة الشمس في الآفاق دائمة ... من شرقنا تستمد الضوء بلدانُ
لولا انبثاقُ ضياء الشرق ما طلعت ... شمس إلى الغرب أو ما شيد بنيانُ
الغرب من شرقنا ضاعت جوانبه ... فالشمس مشرقة، والعود ريانُ
الأرض في الغرب في الأضواء سابحة ... والحقل يرنو إليها وهو هيمانُ
أشعة الشمس في أدنى منازلها ... دفة وضوء هما في الأصل صنوانُ
الشمس قد أشرقت والضوء منتشرٌ ... والزهر مبتهج الإصباح جذلانُ
في الغرب ليلٌ طويلٌ لا حدود له ... فمن أقام به وأتته أحزانُ
فخفف الشرق من غلواء لوعته ... ولا تزال علوم الشرق ربَّانُ
الشرق مهد الهدي صدقًا ومهبطه ... من قبل أن يهتدي في الغرب إنسانُ
في الشرق مهد رسالاتٍ مقدسة ... قد أنزلت صُحف فيه وقرآنُ
الأنبياء جميعًا للهدي بُعثوا ... في الشرق حتى سمت في الأرض أديان
كل الفضائل في الإسلام قد جُمعت ... كأنما أرضه مسكٌ وريحانُ
الشرق من أول الدنيا وآخرها ... والوحي في أرضه يزهو ويزدانُ
القدسُ و"الحَرَمان" في مرابعه ... والكعبة: القبلة الغراء إعلانُ
وهذه الطاقةُ العظمي منابعها ... في الشرق يتبعها علمٌ وعمرانُ
وكل معجزةٍ، فالشرق مصدرُها ... وكل مفخرة فالشرق ميدانُ
وكل معضلةٍ، فالغرب مبدعُها ... وكل مهزلةٍ للغرب عنوانُ
وليس مستغربًا في أرضنا اجتمعت ... معادن وأزاهيرُ ومرجانُ
فمِن نوابغناء أبناء قادتنا ... (سُلطانُ) أرشده علمٌ وإتقان
أتى إلى الغرب بالأمجاد متَّشحًا ... تُزينُ طلعتَه للنُبلِ تيجانُ