في مثله مَلِكُ التاريخ أعلنها ... للشعب مملكة، فاستبشر الحَرَمُ
يومٌ مضيءٌ أتانا فجرُه جذِلًا ... بالنور مشتملًا، فالشعب يبتسم
يومٌ تبدَّت مع الإشراق طلعته ... أضاء بالنور دنيا سادها العَتم
في كل عام يعود "اليوم" مبتهجًا ... ونحن في رغدٍ طافت بنا النعمُ
يوم مجيد به تمت مباهجنُا ... لما تحقَّق في صحرائنا الحُلم
إعلان وحدتنا، يوم لفرحتنا ... شعارنا العدل بين الناس والكرم
أبدى "الإمام" لكل الناس مبدأه ... فكثر الشعب والجموع تختصم
يوم تعود لنا ذكراه معلنة ... قيام مملكة دستورها علمُ
يوم عظيم زوى عبد العزيز به ... ملكًا، ويرفض ذاك الملك ينقسم
وثيقة سطَّر الإمام أحرفُها ... والاختلاف لدى الاغيار يضطرم
صقر الجزيرة - في الآفاق - أعلنها ... فتيةٌ زال عن آفاقها الهرم
قد شاد مملكة، والناس في لغطٍ ... والرأي مختلط والظن يحتدم
اليوم حلت بنا ذكرى نتيهُ بها ... فيذكر الجيل ماضينا ويلتزم
في مثله نظمتُ عقدًا أوائلثنا ... وزال بالوحدة البأساء والألم
بالسيف والمصحف المقروء وحَّدها ... إن التعاون بين ذين ينسجم
"اليوم" قد جمع الأطراف في طرف ... وسار في ركبه الإيمان والقيمُ
شبه الجزيرة فيها اليوم مملكةٌ ... يزينها مسجد المختار والحرم
عبد العزيز بنى بالسيف هيبتها ... فخاف من حزمه الأعراب والعجم
ضم الممالك في كفّ مباركة ... حل الشفاء بها واستبعد السقمُ
بالعدل وحَّدت بين كل مفترق ... وقد أظلهم الإحسانُ والشيمُ
كم من قرى وُحّدت، كانت مبعثرة ... وسار في وعيها التعليم والنظم
كانت إمارات في الصحرا ممزقة ... لا عدل فيها، وسيفُ الحُكم منتلم
عبد العزيز قلوب القوم ألَّفها ... فما تخلَّف إلَّا حاقدٌ قزم
مسيرة عِطرُها في جونا عبقٌ ... بمثلها ما أتت عادٌ ولا إرم
عبد العزيز - وما قارنتُ - منفردًا ... كأنه أمة بالخير تزدحم