للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال: كنت أسافر إلى فلسطين وسوريا ونجد، مع قوافل العقيلات سواء الأهلية أو الكبيرة وقال: كانت الرسالة مكونة من كذا وكذا رعية فإذا كانت القافلة من عدة رعايا أي الرسالة بالقافلة من ألفين وخمسمائة إلى ثلاثة آلاف وأكثر اعتبرت هذه الرسالة رسالة كبيرة، أما الرسالة الأهلية فكانت صغيرة مكونة من اثنين إلى أربعة رعايا، وكل رعية سبعون جملًا وعامة كنت أسافر مع الرسالة الأهلية لأنها ملكنا للبراك.

نأتي إلى أسواق سوريا صدق المولى الكريم قال {لإِيلَافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} فقد كانت أسواق سوريا أي الشام في الصيف فقط لأن شتاءها برد وثلوج في ذلك خطر على الجمال، حيث أن سوريا في الصيف تزدان بالمراعي المشهورة هناك في ذلك الوقت ... ! ومن ثم يكثر البيع والشراء في فصل الصيف بهذا الموسم في مراعي الإبل المخصصة لها ... ! وكنا نشتري جمالنا من الشام في سوق مشهور اسمه (العزراء) بعد دمشق بعشرين كيلومترًا، وهذه المنطقة كانت واقعة تحت نفوذ وسيطرة قبيلة الشعلان قبل الاحتلال الفرنسي وبعده وحتى وقتنا، حيث تروج في أسواقها حركة البيع والشراء البعارين ... (١).

وحكى الدكتور نواف الحليسي في كتابه (عصر العقيلات) أيضًا أن أحمد البراك ركب القطار وكان مهتما بالتجارة قال: إنه عند ركوبه القطار نام وهو يسير، وسمع وهو شبه نائم أن اثنين من التجار يتهاوشون في مزاد لبيع (تبن) وهو علف للدواب، وكان المزاد في الحمامات بعدها فكر الشاب العربي النجدي من أبناء العقيلات أن يحضر المزاد فقابل الشخصين الذين كانا معه في القطار وسألاه، أتحضر مزاد التبن؟ قال: نعم، أبي أرسلني له لنشتريه ... ! ثم عرضوا عليه بأن يعطوه ألفي جنيه ليترك المزاد ويمشي، فكر بسرعة واستلم المبلغ المعروض


(١) عصر العقيلات، ص ١٥٣ - ١٥٤.