المدير العام للمعاهد العلمية والكليات وهو رئيسي في المعهد: سوف نعين الشيخ علي الضالع مدرسًا عندكم فسكتُّ، فظن أن بيني وبين الضالع شيئا، فقال مثلا عاميا معناه (ما للمريض إلا أهله) فقلت له: إنه ليس بيني وبين الشيخ علي الضالع أي شيء غير ودي، بل هو صديقي، وإذا كانت فيه حدة فإنه لم يصبني بالفعل منها شيء.
وعندما باشر العمل لدينا مدرسًا في المعهد العلمي في بريدة واستمر فيه رأيته خلاف ما كان يتوقعه الجميع فهو على حدته يقف عند الأنظمة، ولا أذكر أنه قابلني بحدة أبدًا وحتى إذا احتد أحد من الطلاب نتيجة طبيعة بعض الطلبة الاستفزازية ووصل إلى موضوعه في الإدارة، إذ كنت مدير المعهد كما كان يعرف الناس في ذلك الوقت رجع إلى ما أقوله برضا وبطمأنينة نفس مما جعلني أصنفه في أداء الواجب والانضباط في قائمة المفضلين لدي من المدرسين، لأن بعض المدرسين الذين يظهرون للناس سعة الصدر قبل أن يمتحنوا بالمشكلات أو المشاغبات من الطلبة يصرون على وجهة نظرهم، ولو كانت خاطئة.
ثم عرفت الشيخ علي الضالع بالكرم فيما يتعلق بدعوة زملائه إلى الطعام أو القهوة في بيته وفي شيء آخر وهو محبته لمعرفة الحكم في أية مسألة فقهية تعرض في البحث.
وقد نقلت من إدارة المعهد العلمي في بريدة إلى الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عند تأسيسها في عام ١٣٨٠ هـ وكان لا يزال مدرسًا في المعهد العلمي إلا أنه قُدِّر عليه أن يتوفى في حادث سيارة في عام ١٣٩٧ هـ.
لقد ترجم عدد من الناس للشيخ علي بن سليمان الضالع وهو أهل لذلك وأصدق ترجمة له ما كتبها الشيخ صالح بن سليمان العمري لأنه زميله في طلب العلم ثم بعدما عينه الشيخ صالح العمري معتمد المعارف بالقصيم مديرًا لمدرسة الشقة، صار زميلا له في العمل.