وأما تلامذته فكل طلبة المعهد من تلامذته، فرحمه الله برحمته الواسعة.
فيه تعميم غير صحيح، فالشيخ علي الضالع رحمه الله لم يعين مدرسًا في المعهد العلمي إلا بعد أن مضت سنوات على افتتاحه فالتلاميذ الذين في المعهد قبل التحاقه به ليسوا من تلامذته.
كما أنه حتى بعد التحاقه بالمعهد ليس كل التلاميذ تلامذة له، لأنني جعلته مدرسًا في الفصول المتقدمة لعلمه ومكانته، وأما الذين عداهم فلهم مدرسون آخرون.
ومنهم سليمان بن علي بن سليمان الضالع والد الشيخ علي كان طالب علم وإمام مسجد وكان إلى ذلك مولعًا بالصيد، لا يكاد يسند بندقه على الجدار في وقت وجود الطيور المهاجرة، إلا إذا لم تكن توجد طيور مهاجرة، وهي التي تأتي كما هو معروف في فصلي الربيع والخريف، فإنه يبحث عن الصيد المستوطن، ومن ذلك ما يسمى (الخضاري) وهو نوع من الحمام البري وكنا نعرف شدة حذر هذا النوع من الطيور الذي إذا رأى الإنسان من مسافات بعيدة فر منه.
وهو يأوي إلى الآبار المعطلة يفرخ بين الطي وهو الحصا الذي تطوي به ويبيت أيضًا فيها.
ومرة لم يجد سليمان الضالع صيدًا إلَّا خضارية واقعة على رأس بئر، وكان ذلك قبيل غروب الشمس فرماها وأصابها ولكنها وقعت في البئر أو لنقل: إنها الهباءة: وهي البئر التي كان فيها ماء، ودفن قليلا حتى صارت لا ماء فيها.
فنزل مع جانب البئر التي كانت مطوية بحصا والطي إذا لم تكن تعرفه هو أن يحاط جوانب البئر بالحصا المهذب من أجل أن لا تنهار جوانبها ونزل حتى وصل إلى قاع البئر وأخذ الطير الذي صاده وصعد مسرعًا يريد الخروج