من البئر والعودة إلى أهله قبل حلول الظلام، لأن البئر كانت في مكان منعزل عن القرية وعندما كاد يبلغ رأس البئر خارجا منها إنكسرت إحدى الحصا التي وضع عليها رجله ظانا أنها ثابتة، فوقع في أسفل البئر على خشبة من الخشب التي كانت فوق البئر وسقطت فيها فكسرت رجله.
وحل الظلام بسرعة والألم يكاد يقتله، ولكن ماذا يفعل لقد صاح بأعلى صوته يريد أن يسمع من قد يمر بالمكان، ولكن الناس في تلك العصور لا يخرجون من بيوتهم متجولين في الليل، وإذا خرجوا لا يأتون إلى مكان هذا البئر التي هي من عدة آبار متفرقة متشابهة.
قال لي: والأدهى من ذلك أنني كنت أسمع في الليل كشيش الأفاعي الحيات أي صوت سيرها ولا أراها لشدة الظلمة في البئر.
أما أهله فإنهم عندما لم يرجع إليهم في الليل صاروا يبحثون عنه طول الليل وصباح اليوم التالي دون جدوى، حتى قال لهم أحد الأشخاص: لقد رأيته البارحة ومعه بندقه متجها إلى تلك الجهة يريد التي فيها البئر.
ولم يجدوا بندقه في مكانها من البيت فأسرعوا يفتشون المنطقة حتى وجدوه يكاد يفارق الحياة.
وقد رأيته زمنا يعرج من أثر ذلك الكسر! !
وأخوه صالح الذي هو عم الشيخ علي بن سليمان الضالع كان مثله متدينًا محبًا لطلبة العلم، وكان مثله أيضا مولعًا بالصيد، وقد عهدته كما عهدت أخاه سليمان والد الشيخ علي، يأتي إلى والدي ويجلس عنده في دكانه كثيرًا يتحدث عن الصيد والطيور التي تصطاد، ويشترى منه بارودًا ونحوه.
كتب إليَّ المهندس عبد الرحمن بن صالح بن عبد الله الضالع ما يلي بالنسبة لمن هم من أسرة الضالع.