لقد كان يجري منه خير دعائه ... لنفع به في هذه الدار والأخرى
فأصبح محتاجًا إليه ولم نكن ... باهل له أني ونجتلب الوزرا
لهونا بدار اللهو في نحو من نرى ... ونسعى فلا جهرًا سلكنا ولا سرا
ونمزج جهلًا بالرياء فعالنا ... ونخلط في أيماننا سفهًا نكرا
إلى الله أشكو ظاهري وسريرتي ... وأسأله أمنا إذا بعثوا غبرا
وأسألك اللهم غفرانك الذي ... هو العيش في الدنيا الهنّي وفي الأخرى
وله غير ذلك من القصائد.
وكانت وفاته ليلة الثلاثاء الأربع ليال خلت من شهر رمضان سنة ١٣٣٧ هـ ودفن في تربة الشيخ جاكير، وأوصى بعشرة آلاف ليرة عثمانية ذهبًا، وهي أكبر وصية أوصي بها، ولم نسمع برجل في هذا القرن أو الذي قبله أوصى بهذا المقدار، وقد أنفق من هذه الوصية ألف ليرة يوم وفاته والتسعة ينفقها أولاده تباعا في حلب وفي بلاد نجد.
وكان رحمه الله حسن الأخلاق رقيق الحاشية مستقيمًا في أحواله وأطواره حسن المعاملة في تجارته، وكان يتعاطى مع التجار بالمواشي والعطارة طبخ الصابون في المصبغة الكائنة في محلة البياضة، وكانت إقامته التجارة بها، واتخذها سوق عكاظ يومه إليها العلماء والفضلاء ويتطارحون هناك المسائل العلمية والمحاورات الأدبية، وخصوصا شيخنا الشيخ بشير الغزي، فقد كان كثير التردد إليه والزيارة له، ولوجود شيخنا هناك بعد العصر في كثير من الأيام كان الناس