يهرعون إليه للاقتباس من فوائده والالتقاط من فرائده (١).
تعليق:
التعليق على هذه الترجمة هو في أول الأمر الإعجاب بالشيخ التاجر محمد بن محمود الضالع كيف تبوأ هذه المنزلة في النفوس، وأصله من أهل نجد الذين كانوا يطرقون بلاد الشام والعراق وفلسطين ومصر تجارًا للماشية وبخاصة الإبل والخيل، وقد فروا من بلادهم بهذه التجارة لأنها ليس فيها ما في الأمصار من أنهار أو أنتاج زراعي أو صناعي، وإن كان ولد في بغداد.
وبعد ذلك يكون التعليق على ما ذكره المؤلف محمد راغب الطباخ من تسمية الدعوة السلفية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالوهابية، وأنها مذهب أسسه، وكأنما هو اخترعه مع أنه لم يأت بشيء من عنده إلَّا تجديد ما كان عليه السلف الصالح في عصر النقاء الإسلامي في صدر الإسلام.
ولكن لا غرو في ذلك لأن كثيرًا من علماء الأنصار لم يكونوا يعرفون حقيقة تلك الدعوة السلفية، ولا ما قام به الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ولا كيفية قيامه به، ولذلك تجد أكثرهم إذا سالته عما إذا كان قرأ كتابًا واحدًا من كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب أو علماء أهل نجد الذين استجابوا لدعوته وشجعوه على ذلك، والذين ساروا على نهجهم أجاب بقوله: لا، إني لم أقرأ أي كتاب لهم، وإذا يأتي سؤاله: لماذا إذًا تحكم عليهم وأنت لا تدري عما عندهم؟ والحكم على الشيء فرع عن تصوره كما يقول علماء الأصول.
والتعليق أن الشيخ محمد بن محمود الضالع لم يشغله علم العقيدة والفقه عن الأدب وقرض الشعر الفصيح، مثلما لم تمنعه التجارة عن طلب العلم كله.