والوثيقة التالية مهمة، بل تكاد تعتبر قليلة المثيل في القصيم، لأنها صادرة من الإمام، فبعضم يسميه الأمير عبد الله بن الإمام الشهير فيصل بن تركي الذي هو جد الملك عبد العزيز آل سعود المباشر، إذ الملك عبد العزيز هو عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الإمام فيصل.
فعبد الله هذا هو عم الملك عبد العزيز، وهو الذي تولى الملك أو لنقل الإمامة بعد الإمام فيصل، وقد سبق أن تكلمت على بعض تصرفاته التي يحكم أكثر المؤرخين بأن بعضها من أسباب زوال الدولة السعودية الثانية، والحديث عن ذلك في الجزء الأول في هذا الكتاب: والوثيقة هذه المتعلقة بأسرة (الضالع) كتبها الإمام عبد الله بن فيصل من جهته إلى من يراه، وليست موجهة لشخص بعينه.
ولم يكمل لفظ السلام فيها، وإنما قال: السلام، وبعد، وهذا اختصار في الكلام درج عليه أناس آخرون.
ثم قال: من قبل المراكزة الذي - التي - بين آل مزيد وبين محمد الضالع.
والمراكزة: هي المغارسة من قول الناس ركز فلان نخلًا بمعني غرسها، وهذا اللفظ شائع في جنوب نجد أكثر من شيوعه في بلاد القصيم الذي يقولون غرس نخلًا بديلة من (ركز) النخل.
ثم قال: فما أجرى الوالد تركي، ويريد به جده مؤسس الدولة السعودية الثانية البطل المغوار تركي بن عبد الله آل سعود.
ثم قال بعد ذلك: والوالد فيصل وهو الإمام فيصل بن تركي لبوهم، أي لأبيهم، فأنا مجريه لهم، فلا يعارضهم أحد في ذلك.
ولم يذكر ذلك الذي أجراه الإمام تركي بن الإمام فيصل للمذكورين لأنه لم يذكر نوع التنازع ولا مكانه، إلَّا أنه يتعلق بالمراكزة التي هي المغارسة.