وقد جرَّ عليه ذلك مشكلة في أول عهد شيخنا الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد على القضاء في بريدة، إذ علم أن صبيانًا وفتيانًا من أسرة كبيرة غنية يتجمعون في (الموطا) غرب بريدة فنهاهم فلم ينتهوا فضربهم أو ضرب أحدهم وكانوا جماعة فأخذوا عصاه منه وكسروه، وفي هذا إهانة له، وكانت أسرتهم آنذاك أغنى أسرة في بريدة وأكثرها نفوذًا غير أن ذلك لم يمنع الشيخ عبد الله بن حميد من أن يطلب من أمير بريدة آنذاك الأمير عبد الله بن فيصل الفرحان أن يسجنهم ولا يخرجهم إلا بإذنه فسجنهم الأمير بالفعل عدة أيام ثم أدَّب الذين قاموا بالفعل بكسر (عصا النائب) وأخرجهم.
مات عبد الله بن صالح الضبيعي عام ١٣٧٨ هـ.
ومنهم إبراهيم بن علي الضبيعي كان من وجهاء جماعة بريدة مقربًا من الأمير والقاضي ولذلك عين عضوًا في هيئة النظر وهي لجنة تتألف في الغالب من ثلاثة أشخاص من ذوي النظر الصائب والبصيرة في أمور العقارات والأراضي أو في كيفية حل مشكلاتها.
وعين إلى ذلك نائبًا أيضًا، وهو أحد النواب الذين ذكرتهم.
ذكره الشيخ إبراهيم بن عبيد في تاريخه، فقال في حوادث سنة ١٣٨٦ هـ:
وممن توفي فيها من الأعيان في بريدة إبراهيم بن علي الضبيعي، كان من أهل الهيئات البارزة وعضوًا في هيئة النظر في الأراضي ومعروفًا بالعدل والإنصاف يرجع الناس إلى رأيه وله تقدم في حل المشكلات لسعة رأيه ورزانة عقله وحرصه على الإصلاح، وكان وقورًا محبوبًا عند الناس تحبه الأمة وتقدره وهو صهرنا إذ كان زوج إحدى الأخوات، ومن أسرة كبيرة في مدينة بريدة، ويعتبر رجلًا من الرجال ويتمتع بأدب، ويتكسب ويأكل من عمل