أخبرني أحد طلبة العلم من زملائه القدامى، قال: رأى عليَّ ضحيان العبد العزيز غترة بيضاء فنهاني عن لبسها، فقلت: هذي بيضاء ولذلك هي أفضل من الشماغ الأحمر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: خير ثيابكم البياض فكفنوا فيه موتاكم إلى آخر الحديث.
فقال: هذا صحيح، ولكن لبس الغترة البيضاء صار شعارًا للذين لا يتورعون عن شيء في أمر دينهم.
أقول: ما ذكر هنا صحيح بأن المشايخ لم يكونوا يلبسون الغترة البيضاء إلا في الشتاء قد يلبسون شال الصوف الأبيض، إذا لم يجدوا الملون دفعًا لشدة البرد في الشتاء.
ثم اطلع الشيخ ضحيان شيئًا فشيئًا على الثقافة الحديثة عن طريق الصحف والمجلات وعاشر بعض الأدباء وعين موظفًا في الدولة حتى وصل إلى وظيفة (مدير مصلحة العمل) وهي وظيفة رفيعة.
وقد تغيرت أفكاره تمامًا مما جعله يذهب إلى مصر مغاضبًا ويعيش في مصر سنوات عديدة كان أثناءها يكتب في الصحف ذاكرًا لمعائب المسئولين في حكومة المملكة وقدحًا فيها، وكذلك كان له إسهام فاعل في برنامج كانت إذاعة صوت العرب المصرية تذيعه أثناء حكم الرئيس عبد الناصر واختلافه مع المملكة، بل عداوته لها إبان حرب اليمن وما بعدها.
فكان الشيخ ضحيان يذيع من ذلك البرنامج إذاعات تكاد تكون متصلة ومنتظمة ضد الحكومة السعودية.