للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين، بعد:

لقد هممت أن أذكر نبذة عن حياة جدي عويد على قدر التقدير، لأني لا أحيط بكثير من الأشياء، من بعده حياة أبي سليمان العويد، ثم من بعده حياتي على قدر ما أفهم وبالله التوفيق.

وهو عويد الفويس العبد الله، كان خراز، وكان كثير ما يسافر للمدينة المنورة أول عمره، وله مداينة مع الفلاحين كثيرة، وأكثر ماداين أرحامه الفاضل حمد وعبد العزيز وصالح، أما حمد فهو أبو نورة الحمد أم إبراهيم الصايغ، وأما صالح فهو أبو عكيه محمد الصالح، وأما عبد العزيز فهو أبو حمد العبد العزيز العويد.

ولكن في آخر عمره (أعني جدي) عقب ما جاء من المدينة صار كثير الهوجاس وكثير النسيان، وصار كثير ما يروح أو يجي بلا فكر، ومرة من المرات راح وقت صرام النخل يبي دينه اللي على الفاضل، يوم جاء وإذا التويجري راعي ضراس عند ابن فاضل يجدّ دينه على ابن فاضل قبل (عويد) قال عويد: وين حقي يا ابن فاضل؟ قال: حقك إلى صدر التويجري، قال: ولا لي شيء حتى يصدر التويجري، قال: أي نعم، قال: أجل وشوله أنقل هذا الدفتر بما أنه انعمس وضاع فكره، جدع الدفتر بالبركة، ويوم أخذ الدفتر إلى به عدمان كله اللي على ابن فاضل واللي على غيره.

وكانه زاد عليه الحوسان وقالوا: إنه مسقى سقوة بالمدينة لأنه يوم يروح صاحي وجاء بلا فكر والله المستعان.

راح (عويد) وراح ابن فاضل ومن له حق يبي يلقاه وويل الظالم من المظلوم، تغمدني الله وإياهم برحمته وعفا عنا وعنهم جميعًا.