للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كتب إليَّ إبراهيم أبو طامي ما ملخصه عن سيرته:

كنت أول من خدم الوطن أيام النقل بالسيارات الكبيرة، قبل تحسين الطرق، فكنت أتردد ما بين بريدة ومدن المملكة الأخرى.

قال: وكدت أهلك ثلاث مرات رأيت فيها الموت عيانًا.

أولاها: في الحناكية، ذهبت وحدي أبحث عن قريب لنا وتركت السيارة مع الركاب، وكان ذلك في الليل، فتبعني ذئب جائع كاد يأكلني ورأيت الموت في أنيابه عيانًا لولا أنني وصلت إلى جدارٍ من الشوك على بستان فقفزت منه إلى داخله.

والثانية: ركبت دوبه وهي كالسفينة لنقل البضائع والأشياء الكبيرة، وذلك من الدمام إلى البحرين فانقلبت بنا، ووقعنا في البحر قبل أن نبعد عن الدمام فسبحت مدة حتى قيضت لنا سفينة رأتنا على البعد فأنقذتني ومن معي.

قال والثالثة: تعطلت بنا سيارتنا في قلب الصمان وفي شدة الحر، وليس معنا ماء.

قال: وشرب رفاقي بولهم من شدة العطش، ورأيت الموت عيانًا.

وهذه الحوادث كلها وقعت ما بين عامي ١٣٦٠ - ١٣٧٠ هـ.

وقد كتب إليَّ رسالة فيها شيء من ذلك رأيت نشرها هنا لأنها تلقي ضوءًا على أسلوبه في الكتابة، وتوضح ما كان يعانيه وأمثاله من أخطار، وتوضح شيئًا أهم، وهو أنه لو أتيحت له وأمثاله فرصة التعلم من الصغر والتشجيع على الكتابة والتأليف لكان له شأن آخر.