والثاني: وهو المعاون (المساعد) في قيادة السيارة واسمه محمد بن إبراهيم الخلف توفي شابًا رحمه الله.
يقول: كنا مسافرين نحن الثلاثة، وأنا قائد السيارة إلى قرية (الحني) وهو موضع ماء أقامته الدولة في ذلك الوقت للمسافرين على طريق الأحساء، لم يحدد الموقع بالضبط نظرًا لضعف ذاكرة الوالد.
وفي منتصف الطريق والفصل من السنة صيفًا بل وفي شدة القيظ، في شهر يوليو (تموز) أو أغسطس (آب) حيث ترتفع الحرارة إلى ذروتها.
وفي أثناء الطريق كنا نسير ونقف حيث السيارة قديمة وعزمها رديء وبين فترة وأخرى تغرز في الرمال فنقوم بدفعها، وهكذا حتى انقضى وقود (بنزين) السيارة، وكان الوقت ليلًا، ونرى أنوارًا من بعيد.
فقلت لصاحبي الحمد لله، هذه البلدة التي نريد وصلناها، هذه أنوارها فلنسرع وننام، وعند طلوع الفجر إن شاء الله تذهب أنت يا (حماد) والمعاون محمد وتحضران لنا البنزين ريثما أنا أجهِّز القهوة.
نام الجميع وسط رمال الصمان (١) بينما الأنوار التي رأوها ما هي إلا أنوار سيارات توقف أصحابها للعشاء والاستراحة ثم مواصلة السير ليلًا جماعات لأن المكان مهلكة، فالداخل مفقود والخارج مولود.
ولقد تجاوزنا أصحاب تلك السيارات ونحن نائمين لم نعلم بهم!
يقول الوالد: بعد طلوع الفجر قمنا من نومنا وصلينا الصبح وأخذ كل من إبراهيم ومحمد جالونًا لتعبئة البنزين به، من الموقع المفترض أنه البلدة التي نقصدها، ومشيا من عندي.