للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الشقراء المعروفة لهم في قبلي مكان عبد الكريم الجاسر شرق تلي ملك الحميدان معروفة باع خلف واشترى سليمان بثمن معلوم قدره عشرين ربع وصلته بالتمام ولم يبق له دعوى ولا علقه، شهد على ذلك عبد الله بن ضيف الله العريني، وشهد به كاتبه عبد الله بن محمد العويصي، وقع في ٢٢ ربيع (٥) ١٢٨ هـ.

كذلك حضر عندي سليمان بن راشد الطحيني وأقر بأن (مقيل) مشتري الشقراء العبد الكريم الجاسر في عشرين ربع بلغته بالتمام وشهد على ذلك دخيل الله بن سلامة العثيمين وشهد به كاتبه عبد الله بن محمد العويصي في ج سنة ١٢٨٥ هـ. انتهى.

والتعليق على هذه الوثيقة أنه لم يذكر في أي بلد أو خب أو قرية يقع المبيع، وإنما اكتفى بقوله: إنها معروفة وهي معروفة لهم، ولكنها ليست معروفة لنا ولا لمن يأتي بعدنا مع ملاحظة أن المبيع نخلة شقراء والغالب عند القضاة في القصيم أن النخلة إذا لم ينص في بيعها على أن أرضها تابعة لها بحيث أنها إذا كبرت سقطت بسبب طول عمرها أو سقطت لسبب آخر كالصاعقة أو الاعتداء فإنها تغرس في مكانها نخلة أخرى يكون لها حكمها يغرسها صاحبها أي يغرس نخلة أخرى بديلة عنها في الأرض وأصحاب الأرض لا يرضون في العادة بذلك، وإنما تكون النخلة وتد - واحد أوتاد - حسب تعبيرهم، إذا سقطت لم تعوض، لأن البيع وقع على النخلة دون الأرض.

وفي هذه الحالة يعجب المرء ممن يوقفون بمعنى يسبلون نخلة ولا يذكرون أنها في حالة سقوطها تغرس في مكانها نخلة أخرى كيف لا يقع في أذهانهم أنها سوف تسقط في نحو مائة إلى مائة وخمسين سنة، الذي هو العمر الافتراضي للنخلة.

وقوله عشرين ربُع - تقدم ذكر (الرُّبُع) ولفظه بضم الراء والباء على لفظ الربع في العدد الذي هو نصف النصف وهو عملة نحاسية ضيئلة القيمة سمي (الرُّبْع) لانه ربع ثلث الريال الفرانسي فعشرون ربعًا تساوي في الحقيقة صرفًا في ذلك الوقت خمسة أثلاث ريال أي ريالين إلَّا ثلثًا من الريالات