وكان وجيهًا يقيم دعوات عشاء كثيرة لكبار القوم، ولو كان ثريًا لكان له ذكر وشأن.
عرفته معرفة حقيقية لأنه كان جارنا وكان والدي من الرضاع، وكان مع أخويه سليمان وإبراهيم يسكنون في بيت ورثوا السكنى فيه من والدهم على الطرباق، ويتاجرون بالإبل، مع عقيل أي إلى الشام ومصر، ولما توقفت التجارة في الإبل بعد إنشاء دولة اليهود في فلسطين صاروا يتاجرون بها في الداخل وهي تجارة أقل ربحًا من الاتجار بها في الخارج.
توفي علي العبد الله الطرباق والدهم في عام ١٣١٤ هـ.
وكان محمد الطرباق، ضخم الجسم أكولًا إلى درجة لا يتصورها أحدنا الآن، من ذلك ما حدثني به عن نفسه أكثر من مرة قال:
ولدت عندنا امرأتان إحداهما زوجتي والأخرى زوجة أحد أخوي ونحن ثلاثة نسكن في البيت كما تعرف قال: فأحضرت من مقصب بريدة (جوز رجلين) وهما رجلا خروف لكل امرأة رجل، لأن النفساء - كما تعلم - لابد لها من أن يكون في طعامها لحم من رجل الخروف.
قال: ولما حملتهما كاملتين بدون تكسير أردت عندما دخلت القهوة أن أراهما قبل أن أعطيهما أهل البيت ثم أحضرت سكينا وقلت في نفسي: اقطع من أحدهما قطعة آكلها نية، لأن نفسي استشرفت لذلك ففعلت فوجدت أن طعم الحمها النيئ لذيذ فواصلت أكل إحدى الرجلين حتى نفدت ورميت بعظامها في الدكة، ثم أكلت الثانية مثل الأولى، ورميت بعظامها في الدكة.
ثم أرسلت ابن أخي إلى (المقصب) فأحضر رجلين أخريين إلى البيت للمرأتين.