وقد تعجبت أنا - مؤلف الكتاب من ذلك وكيف يطيق الإنسان أكل رجلين من أرجل الخروف.
وبعد سنوات طويلة سألت ابن أخيه عبد الله بن سليمان الطرباق وهو أسن مني بنحو خمس سنين عن ذلك، فأكده، وقال: أنا الذي أحضرت الرجلين الأخيرتين من المقصب، لان عمي محمد قال لي: يا وليدي - يا عبد الله - أنا أكلت الرجلين رح للقصاب فلان أظنه قال اسمه سهيل وقل له: يسلم عليك عمي ويقول: يعطينا رجلين خروف وإن كان ما عنده فيشريها لنا، لكن لا تجي إلاَّ هن معك.
قال عبد الله السليمان الطرباق، فأحضرت الرجلين للمرأتين، وأخذت عظام الرجلين اللي أكلهن عمي وأبعدتهن عن الدكة! وقد قال لي عبد الله الطرباق ذلك بحضور أخيه الدكتور عبد العزيز الطرباق عميد كلية الهندسة في جامعة الملك سعود، توفي عبد الله بن سليمان الطرباق في عام ١٤٢١ هـ.
وحدثني خالي إبراهيم بن موسى العضيب، قال: ذهبت وأنا صغير مع أخي عبد الله بن موسى العضيب إلى الأحساء في طلب الرزق كما يفعل كثير من جماعتنا أهل بريدة فسكنا في بيت واحد مع اثنين من جماعتنا أحدهما محمد الطرباق، وكان هو وأخي عبد الله مشهورين بالأكل الكثير وقوة الجسم.
قال: فكنت أطبخ لهم العشاء من الرز والسمك غالبًا يأكلونه فيما بين العصر والمغرب كما هي عادة الناس التي تعرفها في القديم.
قال: فكانوا يأكلون العشاء وهو كثير ومع العشاء يشربون القهوة، ثم يقولون بعد صلاة العشاء: يا إبراهيم: حنا جوعانين، ما عندك شيء نأكله.
قال: وكان الوقت صيفًا والرطب في الأحساء متوفر وعادتي أن أشتري لهم (ربعه) من التمر وهي مقياس للوزن وإن كان لا يوزن بها لأنها توضع في