ماعون خاص، فأحضرها لهم فيأكل كل واحد منهم ما لا يقل عن كيلو واحد من هذا الرطب وينامون.
أقول: عندما كبرت سن محمد الطرباق وجسمه ثقيل لما ذكرته سألته عن حاله، فقال:
يا أبو ناصر، أنا إذا قمت ما عندي خلاف أمشي وأروح للي أنا أبي لكن ويش يقومن؟ ما أقدر أقوم إلا بحال ومحتول!
يريد أنه إذا استطاع أن يقف لم تكن عنده مشكلة في المشي ولكن المشقة في أن يستطيع أن ينهض جسمه من الأرض حتى يقف!
ومحمد بن علي الطرباق يعالج الناس علاجًا شعبيًا من العلاج المعروف مثل خلع الأضراس فكان عنده مقلاع للأضراس يقلع به ضرس من تؤلمه ضرسه محتسبًا للأجر، دون أجرة.
وكان أكثر من يأتي إليه لهذا الغرض من البدو، وأهل القرى وأطراف بريدة، لأن أهل بريدة يجدون من هو أهون منه خلعا للضرس، إلا أنه بقوته يمسك رأس الذي يريد أن يخلع ضرسه بيده فلا يتحرك ولو أراد، لأن ذلك يفسد على الخالع خلع الضرس على الوجه الصحيح.
وقيل لي: إنه إذا خاف من يريد خلع ضرسه عنده، وعجز عن تهدئته يطأ على رأسه، ويقول:(وجع مرة ولا وجع مرتين) وهذا مثل عامي يقال في الصبر على ألم العلاج.
وقد يتبادر إلى الذهن حالة الضرس بعد خلعه أي مكان خلع الضرس، وماذا كان يترتب عليه من نزيف أو عدم برء الضرس والجواب أنه كان عنده دواء شعبي معروف لذلك، ولكن إتقان إعداد ذلك الدواء هو الذي يختلف فيه خالع عن آخر.