وأذكر مثالًا على ذلك في حادثة خلع ضرس لأخي القاضي الشيخ سليمان بن ناصر العبودي، وذلك أن ضرسه آلمه، ولم يكن يوجد في بريدة آنذاك طبيب أسنان، بل لا يوجد فيها إلَّا طبيب عام واحد اسمه عبد الكريم سكرية فخلع ضرسه، ولكن حصل فيه نزيف، بحيث لم يتوقف الدم بعد الخلع، فاضطرب الطبيب، وقال: لابد من إحضار الدواء الفلاني له، ولا يوجد إلَّا في الرياض وكتب اسمه فأبرقت برقية لصديقي محمد بن علي الشويرخ لإرسال هذا الدواء من الرياض، وبقي أخي سليمان حبيس البيت يضع على الضرس طرف ثوب قديم ليضغط عليه فلا يخرج الدم منه، وبعد فترة يعض على مكان آخر من الثوم منعًا للدم.
وفاتته صلاة العصر والمغرب، فسألني محمد العلي الطرباق وهو جارنا كما قدمت قائلًا: أشوف الشيخ سليمان ما صلى العصر والمغرب عسى ما هو مصَخَّن؟ فأخبرته بموضوع خلع الضرس، وأن الدم لم يقف بعد الخلع.
فأسرع يدخل معي إلى بيتنا ويقول: هات خرقة رهيفة نظيفة، ويأخذ من أحدث رماد في مكان النار من غرفة القهوة فينخله بالخرقة، ويأخذ معه ملحًا فيدقه، وينعم دقه ثم يخلطه ويضع على مكان الضرس المخلوع منه.
وبأمر سليمان أنه إذا أحس أن ملوحة الملح خَفَتْ أي قلَّتْ يأخذ غيره مرة أو مرتين، وان الدم سوف يتوقف عن الخروج من مكان الضرس.
وقد حدث ذلك بالفعل إذ توقف خروج الدم من الجرح، ولم يحتج لذلك الدواء الذي جاءنا من الرياض بعد يومين.
كان والده علي بن طرباق جد الطرباق صديقًا لجدي عبد الرحمن العبودي فاشتريا من أمير بريدة حسن المهنا أرضًا في شمال بريدة إلى الشمال من مسجد ابن شريدة المعروف الآن الواقع على شارع الصناعة من جهة