ومن الطرائف أن علي الطرباق هو صديق لجدي عبد الرحمن العبودي كما ذكرت وكان جدي شاعرًا فاقترح أحد الحضور لمجلس ضمهما ورجلًا آخر يقال (الخقاق) أن يهجوهما جدي وهما يسمعان فامتنع فطلبا منه ذلك فقال:
أول عذابي خِشرتي للخقاق ... وآخر عذابي قصرتي لابن طرباق
أدعى عليهم كل ما اقعد واقوم ... وأدعى عليهم كل ما أصلي الإشراق
وطبيعي أن هذا كان على سبيل الدعابة إذ استمر ذلك الجوار الكريم بيننا وبين أبناء الرجلين وأحفادهما وكان بيننا وبين الطرباق باب مفتوح جعلهم يرتضعون معنا ونرتضع منهم.
ومن أخبار محمد بن علي الطرباق أنه كان يشتري إيلًا من عتيبة وهم نازلون على (سجا) المورد المعروف بقلة مائه وصعوبة النزع منه، وكان كبير عتيبة الذين في سجا هو ابن عون من عتيبة فنشأت صداقة بينهما.
وهناك بئر جاهلية مدفونة غير بعيدة من سجا فسأل ابن عون ابن طرباق عما إذا كان يمكن حفرها؟
فقال: يمكن فأرسل إلى ابن عشري من أهل الغاف، وإلى رجل أسود من أهل الأسياح مشهور بقوته، فأحضروا عدة الحفر وحفروها فصارت ماء عذبا كثيرًا، فشكر لابن طرباق ذلك.
وكان ابن طرباق يشتري من كبارهم بمعرفة أميرهم الإبل ويرسلها إلى بريدة من دون أن يعطيهم نقودًا فإذا بيعت في بريدة أعطاهم ثمنها الذي اشتراها به.
وعندما رحل من سجا وفارقه وجد عبد ابن عون معه سيف وناقتان وقال لابن طرباق: ترى عمي يقول لي: قل لمحمد الطرباق ها الناقتين عشا لعيالهم وإن كان هو ما بغاهن تعقرهن بالسيف بمكانهن.