ولد علي الطريخم في الصباخ في حدود عام ١٢٩٧ هـ وعمل أعمالًا كثيرة لم تعد عليه بالكفاف، فصار يعلم الأطفال مع أن خطه رديء اطلعت عليه عند أحفاده في دفتر فيه بعض أشعاره عندما انتقل إلى الأحساء وعاش هناك حتى مات في المنطقة الشرقية في نحو عام ١٣٧٦ هـ.
أما شعره القوي فإنه الذي نظمه وهو في الصباخ وقد تعرض لجماعة من أهل الصباغ في قصيدة له مشهورة هي (عروس الصباخ) وقد أخذ الناس يتحاشونها لكونها تتعرض باللمس لأناس معروفين.
ومنها ألفية قوية مشهورة وهي التي ينظمها الشاعر على حروف الهجاء مبتدأ بالألف ومن هنا سميت ألفية.
كما اشتغل على الطريخم حرفيًّا، أي عاملًا في الطين بأجر يومي وعمل نجارًا ينجر الأبواب، لكن ذلك كله لم يوفر له المقدار الذي يريده من العيش.
حدثني عبد الرحمن بن محمد النويصر الملقب العيش قال: اجتهد علي الطريخم في صناعة باب وعمل فيه عدة أيام وزوقه ثم أعطاه صاحب دكان في بريدة ليبيعه فبقي عنده سبعة أيام دون أن يسومه أحد ثم سامه أحدهم بأربعة أرباع - واحدها الربع - وهي تعادل ثلث ريال.
فغضب من ذلك وكتب إلى إخوان وأصحاب له في الكويت فأرسلوا إليه حمل بعير مع أحد الأعراب عليه كل ما يحتاجه في ذلك من القهوة والهيل واللباس وحتى الدخان، وكان يدخن في ذلك الوقت، ومع ذلك قليل من الدراهم فأنشأ قصيدته الرائية الآتية يخاطب فيها أخاه عبد الرحمن.
وقد ذكر ذلك في قصيدة عن حظه ذكر فيها المهن التي أمتهنها ولكن لم يجد من ورائها نتيجة، فقال: